وسأذكر أهم الصفات التي دل عليها السياق، متبعا ذلك بالآيات من السور الأخرى الدالة على نفس المعنى.
أولاً: أن يكون خالقاً.
قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾ ١.
وقال - سبحانه -: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ ٢.
"فهذه الآيات تبين أن الذي يستحق أن يُعبد هو من يخلق الخلق ويبرزهم من العدم إلى الوجود، أما غيره فهو مخلوق مربوب، محتاج إلى من يخلقه ويدبر شئونه"٣.
وذكر - سبحانه - أن عدم القدرة على الخلق دليل ظاهر على بطلان ألوهية تلك الآلهة التي زعمها المشركون، منكراً على مَنْ عبدها مع قيام هذه الحجة عليها، حيث قَال:
﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ ٤.
٢ سورة النحل الآيتان (٢٠، ٢١).
٣ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، (٣/١٩٣).
٤ سورة الأعراف آية (١٩١).