وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ١.
"ويفهم من الآية الكريمة: أنه لا يصح أن يُعبد إلا من يرزق الخلق، لأن أكلهم رزقه، وعبادتهم غيره كفر ظاهر لكل عاقل"٢.
ومن الآيات الدالة على هذا المعنى قوله تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ ٣.
وقد جمع الله هذه المعاني: من كون هذه الآلهة المزعومة لا تخلق شيئاً، وأنها مخلوقة مُدبَّرة، وأنها لا تملك لنفسها ولا لعابدها خيراً، في قوله تعالى: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا﴾ ٤.

١ سورة النحل الآيتان (٧٣، ٧٤).
٢ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، (٣/٢٩٤).
٣ سورة الأعراف آية (١٩١-١٩٤).
٤ سورة الفرقان آية (٣).


الصفحة التالية
Icon