- مبطلا لهذا القول -: -ayah text-primary">﴿قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ﴾ أي الله تعالى هو العالم، الذي أحاط علما بجميع ما في السموات والأرض، وقد أخبركم بأنه ليس له شريك ولا إله معه. أفأنتم - يا معشر المشركين - تزعمون أنه يوجد له فيها شركاء؟ أفتخبرونه بأمر خفي عليه، وعلمتموه؟ أأنتم أعلم أم الله؟ فهل يوجد قول أبطل من هذا القول، المتضمن أن هؤلاء الضُّلاّل الجهال السفهاء، أعلم من رب العالمين؟ "١.
وهذا التعليم الرباني للنبي ﷺ المستفاد من قوله: ﴿قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْض﴾، يُقال لكل مَن زعم وسيلة أو شفيعا يقصده بالدعاء والقربات ليشفع له عند الله، كالذين يقصدون الأنبياء والأولياء ونحوهم من الأحياء أو الأموات، فيقال لهم:
هاتوا برهانكم على ذلك من آية محكمة، أو حديث صحيح.
فإذا لم يأتوا بذلك، ولن يأتوا به، فإن حالهم كالذي يخبر اللهَ بما له من الشركاء والأنداد، وما يجوز في دينه، وما هو كائن في ملكه مما لا يعلمه. وهذا باطل ومنكر، أنكره الله بقوله:

١ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (٣/٣٣٧).


الصفحة التالية
Icon