وقوع هذا الشرك في المنتسبين للإسلام:
على الرغم من أن الله تعالى نهى عن ضرب الأمثال، واتخاذ الشركاء والأنداد له. وبين تفرده بالألوهية، واستحقاقه وحده للعبادة، مع بيان لحقيقة العبادة وأنواعها، وبيان لطبيعة الشرك وخطره، وإيضاح لحال الملائكة والجن، وصالحي الإنس، وأنهم عبيد لا يملكون شيئا من الألوهية، ولا يستحقون شيئا من العبادة، وأن غيرهم من الجمادات أولى بأن لا يكون لهم شيء من ذلك، وبيانه سبحانه للصفات التي من اتصف بها كان إلها حقا، مستحقا للعبادة، ودلائل تفرده بها، ولفته أنظار العقول إلى عجز غير الله، وحاجته وافتقاره، وغير ذلك من صفات النقص التي تدل على عدم صلاحيته للألوهية، وأن يقصد للعبادة، ويتوكل عليه.
ومع ورود بيان هذه الأمور بوضوح تام، وتصريف القول في ذلك بمختلف الأساليب، مع ذلك كله، نجح شياطين الإنس والجن في صرف فئام ممن ينتسب إلى الإسلام عن التوحيد أساس الحنيفية، إلى الشرك والوثنية مع تلفظهم بالشهادتين، وإظهارهم الإسلام.
وأعظم مظاهر الشرك في عبادة الله، ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية من تعظيم الصالحين، والفتنة بقبورهم الذي أدى إلى تأليههم واتخاذهم أربابا، وصرف أنواع العبادة لهم.
وممن كتب عن هذا الداء الخطير الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه المبارك: "إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان" مبيناً المظاهر الشركية


الصفحة التالية
Icon