"أن يغوث ويعوق ونسرا كانوا قوما صالحين من بني آدم. وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس، فقال: إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يُسقَون المطر، فعبدوهم"١.
وقال: "فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل. وهما الفتنتان اللتان أشار إليهما رسول الله ﷺ في الحديث المتفق على صحته... "٢.
ثم ذكر الحديث، ونصه كما في بعض الروايات عند الإمام مسلم - رحمه الله -: "ذكرن أزواج النبي ﷺ كنيسة بأرض الحبشة يقال لها مارية. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح، فمات بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور. أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة"٣.

١ إغاثة اللهفان (١/٢٨٦). وروى البخاري نحوه عن ابن عباس- رضي الله عنهما - انْظر: الجامع الصحيح، كتاب التفسير، (ح٤٩٢٠)، مع الفتح (٨/٦٦٧).
٢ نفس المصدر، (١/٢٨٧).
٣ متفق عليه، واللفظ لمسلم. البخاري، كتاب الجنائز، باب بناء المسجد على القبر (ح١٣٤١) الصحيح مع الفتح (٣/٢٠٨)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور... ، (ح ٥٢٨)، (١/٣٧٦).


الصفحة التالية
Icon