المعنى أنّه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو: ﴿ ءامنوا ﴾، ﴿ إيمانا ﴾، ﴿ أوتي ﴾؛ بالقصر وجها واحدا كغير ورش. وروى باب اللِّين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: ﴿ كهيئة ﴾، ﴿ شيء ﴾، ﴿ سوءة ﴾، ﴿ امرأ سوء﴾ بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا. وجاء عنه في متطرف الهمز منه القصر والتوسط والإشباع في حالة الوقف.
باب الهمزتين من كلمة
لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئِمَّهْ ءَآمَنتُمْ ءَآلِهَةٌ فَلاَ
المعنى أنّه روى تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة واحدة مع إدخال ألف فصل بينهما نحو: ﴿ ءأنذرتهم ﴾، ﴿ أئنكم ﴾، ﴿ أؤنبئكم ﴾. وقدر ألف الفصل في ذلك حركتان على ما عليه جمهور أهل الأداء وحكى بعضهم الإجماع عليه وبه جرى عملنا. وذهب جماعة إلى تسويتها بالمتصل وضعَّفه المحققون. واستثنى قالون من هذا الباب ثلاث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهنّ بهذه الألف وهنّ: ﴿ أئمة ﴾ ووقعت في خمسة مواضع: بالتوبة والأنبياء والسجدة وموضعي القصص. و﴿ ءآمنتم ﴾ في الأعراف وطه والشعراء. و﴿ ءآلهة ﴾ في الزخرف.
أما أئمة فلأن أصله (أَأْمِمَة) على وزن أفعلة جمع إمام كأردية جمع رداء نُقِلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ثمّ أُدغمت الميم في الميم فأصل الهمزة الثانية السكون وحركتها عارضة فاعتبر قالون أصلهَا وهو السكون وألغى حركتها لعروضها فترك الفصل لأنّه إنما يكون بين الهمزتين المتحرِّكتين. وأما ءآمنتم وءآلهتنا فلأن أصلهما قبل الإستفهام (أَأْمنتم)، (أَأْلهتنا) بهمزتين مفتوحة فساكنة فأبدلت الساكنة ألفا على القاعدة المشهورة ثمّ دخلت همزة الإستفهام فاجتمع همزتان في اللّفظ فخَفَّف قالون ثانيتهما بالتسهيل بين بين ورأى عدم الفصل في تقدير أربع ألفات وذلك إفراط في التطويل والثِّقل وخروج عن منهاج كلام العرب.