وعلى الرغم مما قدمناه أن السائد بين مشايخ الإقراء هو أن الجمع يتم عن طريق حفظ المنظومات، غير أن ذلك لا يعني تعطيل مدرسة الإقراء بدون المتون المنظومة، بل إن كثيراً من القراء اعتمد الإقراء منهجا مستقلا عن حفظ المنظومات، ولا يخفى أن هذه هي طريقة السلف قبل عصر الشاطبي.
وأهم المصادر في هذا الباب هو الإسناد المتواتر الذي يتلقاه علماء القراءة، وهو مضبوط محفوظ، لا يختلف فيه الناس.
أما المصادر المكتوبة للإقراء بالمتواتر فهي كثيرة، وقد قدمنا منها طائفة كثيرة عند حديثنا عن تاريخ تدوين القراءات، ونضيف هنا بعض المؤلفات الحديثة (٥٠١):
ـ البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة: عبد الفتاح القاضي
- تحفة العصر في القراءات العشر للشيخ شكري لحفي
ـ معجم القراءات القرآنية للدكتور أحمد مختار عمر والدكتور عبد العال سالم مكرم.
ـ الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع للشيخ عبد الفتاح القاضي.
ـ طلائع البشر في توجيه القراءات العشر للشيخ محمد الصادق قمحاوي.
ـ مصحف القراءات المتواترة للشيخ محمد فهد خاروف، وهو طبعة خاصة للمصحف الشريف على هامشها ماقرىء بالتواتر (٥٠٢).
ـ النطق بالقرآن العظيم للدكتور ضياء الدين الجماس، وهو مصنف نفيس من ثلاثة مجلدات، قصد به مؤلفه جمع أصول القراءات وفرشها، وقد صدر عام ١٩٩٠ عن دار مركز الشام للنشر والتوزيع بدمشق.
------------
(٤٩٢) متن الشاطبية ص ٢ - ٣
(٤٩٣) متن الشاطبية ص ٩٥، ط دار المطبوعات الحديثة بالمدينة المنورة.
(٤٩٤) مقدمة متن الشاطبية ط دار المطبوعات الحديثة بالمدينة.
(٤٩٥) المصدر نفسه ص ٢
(٤٩٦) المصدر نفسه ص ٢
(٤٩٧) انظر تقريب النشر ص ١٠ - ١١
(٤٩٨) انظر كشف الظنون ص ٦٤ وما بعدها.
(٤٩٩) انظر إيضاح المكنون ص ٤٠٠
(٥٠٠) انظر كشف الظنون جـ٢ ص ١١٨
(٥٠١) انظر الفصل الآتي الذي حاولت فيه استقصاء ما كتب في القراءات.
(٥٠٢) ظهرت الطبعة الأولى عن دار المهاجر في جدة عام ١٩٩٢، ولكنها كانت طافحة بالأخطاء الطباعية والعلمية، وقد أعادت الدار إصدارها عام ١٩٩٤، بعد التصحيح، ولكن كثيراً من الأخطاء تكررت فيها أيضاً.
المبحث الخامس: أهم المؤلفات في القراءات
أشرنا في الفصول الماضية إلى كثير من كتب القراءات المعتمدة، وسنمضي في هذا المبحث لاستعراض أهم ما كتب في هذا الفن على وفق تسلسل تاريخي.
ولم تقع سائر تلك الكتب بأيدينا بالطبع، فإن كثيراً منها لا زال محظوظاً، وثمة كتب أخرى منها لم نقف على تفصيل لها في أي من المصادر، ولكننا نطرحها هنا على بساط البحث أملاً أن تجد سبيلها إلى التعريف والنشر.
وقد رتبت هذه المؤلفات حسب وفاة مؤلفيها وعمدتي في ذلك الفهرست لابن النديم، ومقدمة النشر لابن الجزري. وما أثبته حاجي خليفة في كشف الظنون في مظان متفرقة من كتابه، وكذلك ما أشار إليه الزركلي في الأعلام وكحالة في معجم المؤلفين، وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي، وسزكين في تاريخ التراث العربي.