قراءات بأسانيد ضعيفة لا ترقى إلى التواتر
ولكن ثمة أئمة أربعة كبار، اشتهروا بالإمامة في هذا الفن، ورويت لهم قراءات كاملة، ولكن بأسانيد ضعيفة، لا ترقى إلى التواتر وهم:
١١ - الحسن البصري: (٢١ - ١١٠ هـ).
هو الإمام أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، مولى الأنصار، إمام زمانه علماً وعملاً، لقي علي بن أبي طالب، وأخذ عن سمرة بن جندب، وأتي به إلى أم سلمة فبرَّكت عليه ومسحت برأسه، وكان يقال من أراد أن يسمع كلام النبوة بعد أهل البيت فليسمع كلام الحسن البصري، ولد في خلافة عمر سنة إحدى وعشرين.
------------
(١٥٦) انظر الصفحة ١٢٢ وما بعدها.
١٢ - يحيى اليزيدي:.
(١٣٨ - ٢٠٢ هـ) هو أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، القدوي، البصري، كان فصيحاً مفوهاً إماماً في اللغات والآداب، وهو أمثل أصحاب أبي عمرو وقام بعده بالقراءة ففاق نظراءه حتى قيل إنه أملى عشر آلاف ورقة من صدره عن أبي عمرو خاصة غير ما أخذه عن الخليل وغيره.
١٣ - ابن محيصن:.
(... ـ ١٢٣ هـ) هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محيصن المكي، كان عالماً في الأثر والعربية وقال درباس، فيما رأيته في كامل الهذلي: ما رأيت أعلم من ابن محيصن بالقرآن والعربية.
١٤ - ابن شنبوذ:.
(... ـ ٣٣٨ هـ) هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت البغدادي المعروف بابن شنبوذ وكان إماماً شهيراً وأستاذاً كبيراً صالحاً، وكان يرى جواز القراءة بما صحَّ سنده وإن خالف رسم المصحف وعقد له بسبب ذلك مجلس، ولم يعدَّ أحد ذلك قادحاً في روايته ولا صحة في عدالته. توفي في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
ويجب التنويه هنا أننا أتينا على ترجمة الأئمة القراء قبل الحديث عن ابن مجاهد وابن الجزري اللذين يعود إليهما الفضل في تحديد هؤلاء الأئمة المعتبرة قراءاتهم، وذلك تمشياً مع السياق التاريخي الذي نتحدث فيه عن أئمة الإقراء، ولكن يجب القول أن هذا التحديد للأئمة ورواتهم لم يتم إلا في عهد متأخر كما سنتحدث عنه في المبحث اللاحق.
المبحث الرابع: عصر ابن مجاهد وتدوين القراءات
اشتهرت القراءة في الأمصار اشتهاراً عظيماً، وصار كل إمام يقرئ بما سمع، وكل يقر قراءة صاحبه، على أساس أنه مشتمل بالإذن النبوي الكريم في الإقراء بالأحرف السبعة، ولكن ذلك النهج مضى كما هو مفترض باتجاه التوسع في الإقراء حتى أصبحت مدارسه ومناهجه لا تنضبط بإطار ناظم، وأصبح تصور الخطأ واللحن والشذوذ وارداً في هذه الحالة الجماعية.
لذلك فقد بدأ الأئمة في مطلع القرن الثالث بتحديد القراءة المقبولة من القراءة المردودة، ولا تحسب أن الأمر قبل ذلك كان على عواهنه، بل كانت الأئمة تميز بسلائقها المقبول من المردود من القراءات، وتعتمد لذلك اعتبارات كثيرة، منها منزلة الإمام المقرئ، والتزامه بالعربية فيما يقرئ فيه، وموافقته للرسم، وغير ذلك.
ثم اتفقت الأمة على شروط ثلاثة، أصبحت ضابطاً دقيقاً في قبول القراءات وردها، وهذه الشروط هي: