٣٠ - ﴿وما لي لا﴾: يس: فتحها حمزة وحده.
وقرأ الباقون في جميع ذلك بالإسكان.
وثمة خلاف في لفظ: يا عباد بالزخرف مبناه على اختلافهم في إثبات الياء أصلاً.
المبحث الثاني: الطريقة الثانية: أصول كل قارئ
بعد أن أتينا على استعراض مذاهب القراء مجتمعين نشرع الآن في استعراض أصول القراءات على أساس إدراج أحكام كل قارئ، مستقلاً بنفسه، في مبحث خاص.
ولم يشتهر هذا الوجه من دراسة القراءات، نظراً لتداخل وجوه القراء، واشتباه اختيار بعضهم ببعض، والحاجة الملحَّة إلى اقتران الوجوه والنظائر في سياق واحد.
ولعل ابن مجاهد نهج هذا النهج أولاً في تصنيفه في القراءات، وذلك في الكتب التي أشار إليها حاجي خليفة في كشف الظنون ولم تصلنا وهي: قراءة أبي عمرو، وقراءة الكسائي، وقراءة عاصم، وقراءة نافع المدني، وقراءة ابن كثير، وقراءة حمزة، وقراءة ابن عامر، ثم عاد فجمع ذلك كله في كتاب واحد أسماه القراءات الكبير (٣٧٤)، أو القراءات السبع، كما سبقت الإشارة إليه. (٣٧٥)
وقد أفردت كل قارئ بمطلب خاص، وجعلت كل مطلب قسمين، أتحدث عن أصول كل راو من رواته في قسم، حيث تدعو الحاجة، وذلك إذا كان الراوي كثير الانفراد عن إمامه.
والعمدة في ترتيب الأئمة القراء على ما تخيره ابن مجاهد رحمه الله، وجرى عليه من بعد الشاطبي وابن الجزري، وهو ما اتبعناه في هذا الباب.
------------
(٣٧٤) انظر كشف الظنون ١٤٣١ - ١٤٤٨، وانظر طبقات الشافعية جـ٢/ ١٠٢ - ١٠٤، والأعلام للزركلي جـ١ ص ٢٦٠.
(٣٧٥) انظر ص ٨٥ من هذا المبحث
المطلب الأول: قراءة نافع
الوجه الأول: رواية قالون
اعتاد القراء أن يبدؤوا في الرواية والتلقي بقراءة نافع المدني، وعلى هذا جرى ابن مجاهد والشاطبي وابن الجزري وغيرهم من الأئمة، ولسنا نعلم لذلك وجهاً بعينه، ولعلهم أرادوا بذلك محض التبرك بمدينة الرسول الأعظم (التي ينتمي إليها الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني رحمه الله.
وقراءة نافع سائدة في جنوب مصر وشمال السودان وغربه وشمال أفريقيا، فيقرؤها الناس في ليبيا وتونس من رواية قالون، ويقرؤونها في الجزائر والمغرب وموريتانيا ودول غرب أفريقيا كلها من رواية ورش.
ويتفاوت اختيار قالون عن اختيار ورش تفاوتاً بيناً، نظراً لمذهب ورش في البدل والإمالة والتفخيم وغيرها، ولذلك فقد رأينا أن نفرد كل راوٍ منهما ببحث مستقل.
وفيما يلي أصول قراءة نافع برواية قالون:
١ - يمد المتصل ثلاث حركات ونقل عنه أربع حركات
٢ - يمد المنفصل حركتين أو ثلاثة جوازاً ونقل عنه أربع حركات، والخلاصة أنه يمد بالقصر والتوسط، وأما ضبط التوسط فقد قيل إنه ثلاث وقيل إنه أربع.
٣ - يمد ميم الجمع على وجهين: المد مطلقاً، والإسكان مطلقاً، وله في ضمها قبل الهمز وجهان على قاعدته في المنفصل.
٤ - قرأ بإسكان الهاء في: وهْو ـ لهْو ـ فهْو ـ فهْي ـ لهْي ـ ثم هْو
٥ ـ قرأ بإشمام: سيء.
٦ - نطق بالهمزة في مادة: نبي ـ الأنبياء ـ النبيون ـ النبوة
٧ - أمال قالون باتفاق لفظة واحدة، وهي (هار) في سورة التوبة.


الصفحة التالية
Icon