مخارج الحروف والصفات فإنة لايجد تأثيرا من قراءتة ولا يصل إلى مطلوبه مالم يصحح المخارج والصفات لأن الخصائص الأسرار لاتحصل إلا بصحة المعانى والمعانى لاتحصل إلا بصحة الحروف والحروف لا تحصل إلا بصحة المخارج والصفات وكلما تغيرت الصفة اللازمة للحروف تغيرت اللغة وكلما تغيرت اللغة تغيرت المعانى والأسرار اهـ
وقال ابن حجر إعلم أن كل ما أجمع القراء على إعتباره من مخرج ومد وإدغام وإخفاء وإظهار وغيرها وجب تعلمه وحرم مخالفته كذا ذكره على القارىء اهـ وحكى عن ظهير الدين المرغينانى ان من قال لقارىء زماننا عند قراءتة أحسنت يكفر ووجه جعل التحسين كفرا أن هذا الزمان قلما تخلوا قراءتهم فى المجالس والمحافل عن التغنى للناس وهو حرام قطعا بالإجماع وبذلك سماه صاحب الذخيرة وكذا الهداية حيث قال فيها ولاتقبل شهادة من يغنى للناس لأنه يجمعهم على إرتكاب كبيرة اهـ.
وينبغى أن يقيد قوله بكفر من قال أحسنت بما إذا أخرج القارىء القرآن عن حده والقارىء المعتمد ذلك أولوى والحاصل أن القرآن وأسماء الله تعالى والأذان توقيفية لاتقبل الزيادة ولا النقصان ولا التغير وإنه يجب على السامع النكير وعلى التالى التعزير.
انتهى ببعض تصرف وإختصار من مصباح زادة وخزينة الأسرار٠ وفى هذا القدر كفاية٠
والله ولى الهداية ٠ نسألة حسن الختام، بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام
٢٢شعبان سنة١٣٤٩هـ
١١يناير سنة ١٩٣١م