ونقل شراح الحديث مثله عن مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنة فقد بان لك أن مراعاة تالى كتاب الله تعالى التجويد المعتبر عند أهل القراءة أمر واجب بلا امتراء وأن غير ذلك زور وإفتراء وأنه يجب تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين فيما يقع لهم من اللحن والخطأ فى كلام رب العالمين، ومما يدل لذلك قولة تعالى (ورتلناه ترتيلا) فقد فسر الإمام على الذى هو باب مدينة العلم الترتيل فى هذة الآية بمراعاة الوقوف وتجويد الحروف فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربى الفصيح وعدل عنه إلى اللفظ الفاسد العجمى أو النبطى القبيح استغناء بنفسه واستبدادا برأيه وحدسه واتكالا على ما ألف من حفظه أو استكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على تصحيح لفظه فإنة مقصر بلا شك وآثم بلا ريب وغاش بلا مرية فان القرآن أنزل بأفصح اللغات وهى لغة العرب العرباء فوجب أن يراعى فيه لغة العرب من حيث قواعدهم من ترقيق المرقق وتفخيم المفخم وإدغام المدغم إلى غير ذلك مما هو لازم فى كلامهم فإذا لم يراع القارىء ذلك فكأنة قرأ القرآن بغير لغه العرب والقرآن ليس كذلك فهو ليس بقارىء بل هادم وعدم قراءته خير له وهو بها داخل فى قوله صلى الله علية وسلم ( رب قارىء للقرآن القرآن يلعنه ) أما ما قيل أن القارىء إن أخطأ فى قراءتة فإن الملك يرفع القرآن صحيحا فهذا فى من يقرأ القرآن على غير صفته التى نزل بها وهو قادر على النطق بالصواب أما هو فقراءته غير مقبوله لأن الله لا يقبل عملا فاسدا فضلا عن كونه محرما بل هو آثم عاص هو ومن يعجبة شأنه، والتجويد هو إخراج كل حرف من مخرجه وحيزه مع إعطائه صفته اللازمة له من شدة وجهر واستعلاء واستفال ونحوها وما ينشأ عنها من تفخيم مستعل وترقيق مستفل وقلفلة مقلقل إلى غير ذلك وإلحاق اللفظ بنظيره والنطق به على حال صفته وكمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تفريط ولاتكلف حتى يقرأ القرآن على صفته التى نزل بها