الآية على أن بعض القرآن محكم وبعضه متشابه، ولا يعارض ذلك قوله :" أحكمت آياته " ولا قوله :" كتابا متشابها مثاني " حتى زعم بعضهم أن كله محكم، وعكس آخرون، لأن المراد بالإحكام في قوله :" أحكمت " الإتقان في النظم وأن كلها حق من عند الله، والمراد بالمتشابه كونه يشبه بعضه بعضاً في حسن السياق والنظم أيضاً، وليس المراد اشتباه معناه على سامعه. وحاصل الجواب أن المحكم ورد بإزاء معنيين، والمتشابه ورد بإزاء معنيين، والله أعلم.
قوله :" فهم الذين سمى الله فاحذروهم " في رواية الكشمهني ( فاحذرهم ) بالإفراد، والأول أولى، والمراد التحذير من الإصغاء إلى الذين يتبعون المتشابه من القرآن، وأول ما ظهر ذلك من اليهود كما ذكره ابن إسحاق في تأويلهم الحروف المقطعة وأن عددها بالجمل مقدار مدة هذه الآمة، ثم أول ما ظهر في الإسلام من الخوارج حتى جاء عن ابن عباس أنه فسر بهم الآية، وقصة عمر في إنكاره على ضبيع لما بلغه أنه يتبع المتشابه فضربه على رأسه حتى أدماه، أخرجها الدارمي وغيره. وقال الخطابي : المتشابه على ضربين : أحدهما ما إذا رد إلى المحكم واعتبر به عرف معناه، والآخر ما لا سبيل إلى الوقف على حقيقته، وهو الذي يتبعه أهل الزيغ فيطلبون تأويله، ولا يبلغون كنهه، فيرتابون فيه فيفتون، والله أعلم.
وبعد... ففي كتابي هذا استعنت بالله لجمع وترتيب ما تشابه في ألفاظ القرءان الكريم وليس كل متشابه الكتاب الكريم حتى لا يتوهم البعض أنني حصرت كل المتشابه في كتابي هذا.
وما كان عملي هذا إلا لمساعدتي ومساعدة إخواني حفظة كتاب الله في تذكر المتشابه والعود السريع لما اختلط علينا من تشابه وذلك لعجزنا أمام كتاب الله وهذا والله فخر لنا بإعجاز كتاب ربنا... وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، نعوذ بالله من الزيغ والخذلان وآخر دعوانا " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ آل عمران
جمعه ورتبه
راجي عفو ربه المنان
أبو سلمى / محسن الترجمان
بورسعيد
الجمعة ٦ شوال ١٤٢٥
حرف - أ
آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ