بدأت تظهر أوجه القراءة المختلفة، وصارت تنقل بالرواية،
تعيين الخليفة عثمان قارئاً لكل مصر معه نسخة من المصاحف التي نسخها عثمان ومن معه، وكانت قراءة القارئ موافقة لقراءة المصر الذي أرسل إليه في الأغلب. حيث أرسل عثمان إلى مكة (عبد الله بن السائب المخزومي) وأرسل إلى الكوفة (أبا عبد الرحمن السلمي) وكان فيها قبله عبد الله بن مسعود من أيام عمر - رضي الله عنه -، وأرسل عامر بن قيس إلى البصرة، والمغيرة بن أبي شهاب إلى الشام، وأبقى زيد بن ثابت مقرئاً في المدينة، وكان هذا في حدود سنة ثلاثين للهجرة.
المرحلة الثالثة: القراءات في زمن التابعين وتابعي التابعين:
وتمتد هذه المرحلة من بداية النصف الثاني من القرن الأول، وحتى بداية عصر التدوين للعلوم الإسلامية وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
إقبال جماعة من كل مصر على تلقي القرآن من هؤلاء القراء الذين تلقوه بالسند عن رسول الله - ﷺ - و توافق قراءتهم رسم المصحف العثماني.
تفرغ قوم للقراءة والأخذ واعتنوا بضبط القراءة حتى صاروا أئمة يقتدى بهم في القراءة، وأجمع أهل بلدهم على تلقي القراءة منهم بالقبول، ولتصديهم للقراءة وملازمتهم لها وإتقانهم نسبت القراءة إليهم وتميز منهم:
في المدينة: أبو جعفر زيد بن القعقاع(ت١٣٠) وشيبة بن نصاح(١٣٠) ونافع بن أبي نعيم (١٦٩).
وفي مكة: عبد الله بن كثير (١٢٠) وحميد الأعرج (١٣٠) ومحمد ابن محيصن (١٢٣).
وفي الكوفة : يحيى بن وثاب (١٠٣) وعاصم بن أبي النجود (١٢٩) وسليمان الأعمش (١٤٨) وحمزة الزيات (١٥٦) وعلي الكسائي (١٨٩).
وفي البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق (١٢٩) وعيسى بن عمر (١٤٩) وأبو عمرو بن العلاء (١٥٤) وعاصم الجحدري (١٢٨) ويعقوب الحضرمي (٢٠٥).
وفي الشام: عبد الله بن عامر (١١٨) وعطية بن قيس الكلابي (١٢١) ويحيى بن الحارث الذماري (١٤٥).
المرحلة الرابع: مرحلة التدوين:
ويمكن إبراز جوانب هذه المرحلة بما يلي: