١- اهتمامه بالتلقي من جبريل - عليه السلام -. ومعارضته له: لقد كان النبي - ﷺ - حريصاً كل الحرص على حفظ ما يوحي به جبريل إليه، خشية أن ينسى شيئاً منه، بل إنه ليتعجل حفظه ويبادر إلى أخذه ويسابق الملَك في قراءته، فقال الله سبحانه وتعالى له: ﴿ لاتحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ﴾ [القيامة]. فأمره الله سبحانه إذا جاءه الملَك بالوحي أن يستمع له، وتكفل له بأن يجمعه له في صدره وأن يُيَسِّره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه، قال ابن عباس: كان رسول الله - ﷺ - إذا أنزل عليه الوحي يلقى منه شدة، وكان إذا نزل عليه عرف في تحريكه شفتيه يتلقى ويحرك به شفتيه، خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره. فأنزل الله عليه هذه الآيات.. فكان النبي - ﷺ - بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل(١).
وقال سبحانه في آية أخرى: ﴿ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ﴾ [طه].
٢- معارضة القرآن مع جبريل عليه السلام في كل عام، حيث كان جبريل ينزل للنبي - ﷺ - في رمضان من كل عام يدارسه القرآن، حتى كان العام الذي توفي فيه - ﷺ - عارضه القرآن مرتين.
٣- اهتمامه - ﷺ - بتلقين الصحابة - رضي الله عنهم - وتعليمهم القراءة والقراءة عليهم: إن أعظم وظيفة للرسول - ﷺ - هي تعليم الناس كتاب ربهم، قال تعالى: ﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ﴾.