زعم المستشرق جولد زيهر: وجود تناقض بين القراءات في المعنى، واستدل على ذلك بتناقض القراءتين في سورة الروم ﴿ غُلِبت الروم ﴾ بالبناء للمجهول و ﴿ سيَغلبون ﴾ بالبناء للمعلوم، والقراءة الثانية (غَلبت الروم) بالبناء للمعلوم (سيُغلبون) بالبناء للمجهول.
الجواب:
أن القراءة المتواترة في هذه الآية هي ﴿ غُلبت الروم ﴾ بالبناء للمجهول، أما القراءة الثانية فهي قراءة شاذة غير متواترة، وبالتالي لا تصلح لمعارضة القراءة الأولى ولا تعد قرآناً أصلاً. ولن يجد جولد زيهر ولا غيره من المغرضين ما يمكن أن يكون مثالاً لتعارض القراءات، وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ﴾ [النساء٨٢].
ومن يرجع إلى كتب التفسير وكتب توجيه القراءات فسيرى ما في تلك القراءات من إعجاز.
الشبهة الخامسة: إقرار بعض الصحابة بوجود اللحن في كتابة المصحف:
يروى أن عثمان - رضي الله عنه - قال: (إن في القرآن لحناً ستقيمه العرب بألسنتها)، وقال ابن عباس في قوله تعالى ﴿ حتى تستأنسوا وتسلموا ﴾ [النور ٢٧] إن الكاتب أخطأ والصواب حتى تستأذنوا، وعن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ ﴿ والمقيمين الصلاة والمؤتون ﴾ ويقول هو من لحن الكتاب، وأن عائشة قالت لعروة ابن الزبير عن قوله تعالى ﴿ إن هذن لسحرن ﴾ [طه ٦٣] وعن قوله تعالى ﴿ والمقيمين الصلوة والمؤتون الزكوة ﴾ [ النساء ١٦٢ ] وعن قوله تعالى ﴿ إن الذين أمنوا والذين هادوا والصبئون ﴾ [ المائدة ٦٩]. فقالت يا بن أخي هذا من عمل الكتاب قد أخطئوا في الكتاب.