إن موافقة اللغة العربية ولو بوجه فصيح أو أفصح شرط من شروط القراءة المقبولة، فكون القراءة تخالف الوجه الأفصح في اللغة لا يعني أنها تخالف اللغة بالكلية، لأن اللغة واسعة فيها المشهور والضعيف والنادر والغريب، والأَولى بعلماء النحو أن يجعلوا القراءات المتواترة حجة على العربية وحاكمة عليها وأساساً لها. لا أن يجعلوا قواعد اللغة أساساً للقراءات.
والعجب كل العجب من بعض علماء النحو أنهم يثبتون لغة ببيت أو عبارة قد لا يعرف قائلها، ولا صدق ناقلها، ولا يثبتونها بالقراءات المتواترة التي نقلها أئمة القراءة.
وعِلم الله سبحانه محيط باللغات كلها، وقد اختار منها لغة العرب لتكون لغة كتابه، فقال عن القرآن ﴿ بلسان عربي مبين ﴾ فهل أحاط النحويون باللغة أكثر من إحاطة الله سبحانه بها حتى يقولوا هذا وجه لا يصح في اللغة مع أنه منقول بالتواتر؟ تعالى الله عن ذلك.
طرق تلقي القراءات في عصرنا:
الإفراد: وهو أن يقرأ التلميذ على شيخه ختمة لكل راو أو لكل قارئ، وهكذا حتى يتم القراءات العشر.
وهذه الطريقة هي الأصل في الإقراء، ولكن لطول الزمن الذي تستغرقه القراءة ولضعف الهمم توجه العلماء إلى القراءة بطريقة الجمع.
الجمع: هو أن يقرأ القارئ المقطع القرآني بقراءاته المختلفة، فإذا انتهى منه انتقل إلى مقطع آخر. وله عدة طرق:
طرق الجمع:
الجمع بالآية: وهو أن يحدد المقطع القرآني بآية واحدة، يستوفي فيه القارئ خلاف القراء ثم ينتقل إلى قارئ آخر. وهكذا ويبدأ في كل آية بقالون ثم بمن يوافقه وهكذا.
جمع الماهر بالآية: نفس الطريقة السابقة من حيث المقطع لكنها تختلف بأن التلميذ إذا انتهى بقارئ في الآية الأولى فإنه يبدأ به في الآية التالية.
الجمع بالوقف: وهو أن يحدد المقطع القرآني بالموضع الذي يقف عليه القارئ، ويستوفي فيه أوجه القراءة، ثم ينتقل إلى المقطع الذي يليه.


الصفحة التالية
Icon