كان النبي - ﷺ - يقرأ القرآن في صلاته ومواعظه وخطبه، مما جعل القرآن يتردد على أسماع أصحابه كثيراً، وبالتالي يتمكنون من حفظه من فم النبي - ﷺ - مباشرة فلا يقتصر الأمر على من يجالسه وقت نزول الوحي، بل يمتد إلى كل المسلمين وقتذاك، فعن أم هشام بنت حارثة ما أخذت ﴿ ق والقرآن المجيد ﴾ إلا على لسان رسول الله - ﷺ - كان يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس (١).
وكان - ﷺ - يقرأ في العيدين بقاف واقتربت. وقرأ - ﷺ - بالطور وبالصافات وبالأعراف وغيرها من سور القرآن الكريم.
ثالثا: عناية الصحابة بالقرآن:
لقد كان النبي - ﷺ - خير قدوة لأصحابه في العناية بكتاب الله تعالى، بل وكان خير مُرَبّ لهم على ذلك، حيث كان يشجعهم بكل الوسائل؛ على الأخذ بكتاب الله تعالى، والإكثار منه والعمل به، وكان الصحابة - رضي الله عنهم - الجيل الذي اختاره الله لصحبة نبيه - ﷺ -. وأودع فيهم من الميزات والخصائص ما جعلهم أهلاً لتحمل عبء الدعوة ونشر كتاب الله وسنة نبيه في أرجاء المعمورة.
الدواعي للعناية بالقرآن الكريم وحفظه عند الصحابة - رضي الله عنهم -.
١- أنهم أميون- في الغالب- جعلهم يعتمدون بالدرجة الأولى على حافظتهم وذاكرتهم.
٢- أن الصحابة كانوا مضرب المثل في الذكاء والألمعية وقوة الحافظة حتى كان بعضهم يحفظ ما يسمعه من أول مرة.
٣- بساطة حياتهم واقتصارها على الضروريات فرَّغ قلوبهم وأذهانهم للانشغال بكتاب الله تعالى وسنة نبيه - ﷺ -.
٤- حبهم الصادق لله ورسوله - ﷺ -، مما حملهم على تلقي كل ما يصدر عنه وحفظه وترديده.