وبمعنى التبديل (١) ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ﴾ (٢) وهُو ثَلاثَةٌ: ما نُسِخَ تِلاوَتُهُ وحُكمُهُ كََعَشرِ رضعات (٣) أو تلاوته دون حكمه كآية الرجم (٤).

(١) وأصل النسخ من نسخ الكتاب، وهو، نقله من نسخة إلى أخرى وغيرها، فكذلك معنى نسخ الحكم، إلى غيره إنما هو تحويله ونقل عبارته منه، إلى غيره.
(٢) أي إذا نسخنا حكم آية، فأبدلنا مكانه حكم أخرى ﴿وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾ أي: والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه، فيما يبدله ويغير من أحكامه وقال: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ أي حكمها فنبدله، ونغيره ولا يكون إلا في الأمر والنهي، كما يأتي.
(٣) ففي الصحيحين عن عائشة، قالت: «كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات، فنسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله - ﷺ - وهن مما يقرأ من القرآن»، ولعله قد قارب الوفاة أو أن التلاوة نسخت، ولم يبلغ ذلك كل الناس، إلا بعد وفاة رسول الله - ﷺ - فتوفي وبعض الناس يقرؤها وقال أبو موسى نزلت ثم رفعت.
(٤) أي: ومن القرآن ما نسخ تلاوته دون حكمه كآية الرجم فعن أبي بن كعب: أن سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة،
وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم: «الشيخ والشيخة إذا زنيا، فارجموها ألبتة، نكالا من الله والله عزيز حكيم»، وقال عمر، لولا أن يقول الناس، زاد عمر في كتاب الله، لكتبتها وللحاكم أنها لما نزلت قال رسول الله - ﷺ - اكتبها فكأنه كره ذلك.
... وفي مصحف عائشة: «إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، وعلى الذين يصلون الصفوف الأول»، وللحاكم عن أبي: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ومن بقيتها: لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، سأل ثانيًا، ولو سأل ثانيا فأعطيه، سأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيرا فلن يكفره»، ولأبي عبيد عن أبي موسى، نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ منها: «إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب»، وروي غير ذلك وفي الصحيحين في قصة أصحاب بئر معونة قال أنس: ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع «أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا».


الصفحة التالية
Icon