والذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه ﴿ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ﴾ ليفتنوا به الناس إذا وضعوه، على غير مواضعه (١).
(١) أي: الذين في قلوبهم زيغ، عدول عن الحق، يدعون المحكم الذي لا اشتباه فيه، مثل قوله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ ﴿مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ﴾ ﴿لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ﴾ ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ ويتبعون المتشابه الذي يشبه هذا ويشبه هذا كأنا ونحن فروي أن نصارى نجران، الذين وفدوا على النبي - ﷺ - تأولوها على أن الآلهة ثلاثة لكونها ضمير جمع.
... قال الشيخ: ومعلوم أن: أنا ونحن، من المتشابه فإنه يراد بها الواحد الذي معه غيره من جنسه، ويراد بها الواحد الذي معه أعوانه، ولم يكونوا من جنسه، ويراد بها الواحد المعظم نفسه، الذي يقوم مقام من معه غيره، لتنوع أسمائه، التي كل اسم منها يقوم مقام مسمى فصار هذا متشابها، لأن اللفظ
واحد، والمعنى متنوع، والأسماء المشتركة في اللفظ هي من المتشابه، وذكر أن ما تأوله المتفلسفة، غيرهم، مما أخبر الله به عما في الآخرة اتباع للمتشابه، وابتغاء الفتنة، بما يوردونه من الشبهات.
... وفي الصحيحين عن عائشة: أن رسول الله - ﷺ - قال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» وقصة صبيغ مع عمر، حين بلغه أن يسأل عن متشابه القرآن، فسأل عمر عن ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾ فقال: ما اسمك؟ قال عبد الله صبيغ، فقال: وأنا عبد الله عمر، وضربه الضرب الشديد.
... وكان ابن عباس: إذا ألح عليه رجل، في مسألة من هذا الجنس، يقول: ما أحوجك أن أصنع بك ما صنع عمر بصبيغ لأنهم رأوا أن غرض السائل: ابتغاء الفتنة، لا الاسترشاد والاستفهام، وقوله: ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾ أي: فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذي يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبي - ﷺ - عن ذلك فقال: «لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض»، ولأن ذلك يوقع الشك في القلوب.
... قال الشيخ: ومعلوم أن: أنا ونحن، من المتشابه فإنه يراد بها الواحد الذي معه غيره من جنسه، ويراد بها الواحد الذي معه أعوانه، ولم يكونوا من جنسه، ويراد بها الواحد المعظم نفسه، الذي يقوم مقام من معه غيره، لتنوع أسمائه، التي كل اسم منها يقوم مقام مسمى فصار هذا متشابها، لأن اللفظ
واحد، والمعنى متنوع، والأسماء المشتركة في اللفظ هي من المتشابه، وذكر أن ما تأوله المتفلسفة، غيرهم، مما أخبر الله به عما في الآخرة اتباع للمتشابه، وابتغاء الفتنة، بما يوردونه من الشبهات.
... وفي الصحيحين عن عائشة: أن رسول الله - ﷺ - قال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» وقصة صبيغ مع عمر، حين بلغه أن يسأل عن متشابه القرآن، فسأل عمر عن ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾ فقال: ما اسمك؟ قال عبد الله صبيغ، فقال: وأنا عبد الله عمر، وضربه الضرب الشديد.
... وكان ابن عباس: إذا ألح عليه رجل، في مسألة من هذا الجنس، يقول: ما أحوجك أن أصنع بك ما صنع عمر بصبيغ لأنهم رأوا أن غرض السائل: ابتغاء الفتنة، لا الاسترشاد والاستفهام، وقوله: ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾ أي: فعاقبوهم على هذا القصد الفاسد كالذي يعارض بين آيات القرآن وقد نهى النبي - ﷺ - عن ذلك فقال: «لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض»، ولأن ذلك يوقع الشك في القلوب.