وكل ظاهر: ترك ظاهره لِمُعارِضٍ رَاجِحٍ، كَتَخصيصِ العامِّ وتَقييدِ الْمُطلَقِ، فَإنَّهُ مُتشابِهٌ، لاحتِمالِهِ مَعنَيَينِ (١) وكذا الْمُجمَلُ وإحكامُهُ رَفعُ ما يتوهم فيه من المعنى الذي ليس بمراد (٢).

(١) العام: كل لفظ يستغرق الصالح له، من غير حصر، ويأتي تخصيصه متصلا ومنفصلا وتقييد المطلق، كالعام مع الخاص، ومتى وجد دليل على تقييد المطلق، صير إليه والتخصيص والتقييد متشابه، لاحتماله معنيين، فالأول كـ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾ قد يخص غير المكلف، والثاني نحو ﴿وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ وأطلق الشهادة في البيوع.
(٢) أي: وكذا المجمل، وهو: ما لم تتضح دلالته فإنه متشابه نحو ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ فإنه موضوع، لأقبل وأدبر وكقوله ﴿ثَلاثَةَ قُرُوءٍ﴾، ﴿وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾، ﴿وَلا تَعْضُلُوهُنَّ﴾، ﴿يُلْقُونَ السَّمْعَ﴾ ومنه: احتمال العطف
والتقديم والتأخير، وإحكام المتشابه، رفع ما يتوهم فيه، من المعنى الذي ليس بمراد.
... ومن المجمل، ما يقع إحكامه متصلا نحو ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ بعد قوله: ﴿الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ﴾ ومنفصلا في آية أخرى نحو ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ﴾ بعد قوله: ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ﴾.


الصفحة التالية
Icon