أَعجَزَ الفُصحاءَ مَعَ حِرصِهِم على مُعارَضَتِهِ (١) وقَد تحداهم تَعالَى على أن يَأتُوا بِحديثٍ مِثلِهِ أو عشر سور أو سورة (٢).

(١) أي: أعجز القرآن الفصحاء على أن يأتوا بمثله، مع حرصهم علىمعارضته وإطفاء نوره وإخفاء أمره، ولو كان في مقدرتهم معارضته لصالوا بها قطعا للحجة، ولم ينقل عن أحد منهم أنه حدث نفسه، بشيء من ذلك، ولا رامه بل عدلوا إلى العناد والاستهزاء.
(٢) أي: وقد تحدى تعالى العرب، وكانوا أفصح الفصاء ومصاقع الخطباء على أن يأتوا بحديث مثل القرآن كما قال تعالى: ﴿فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ﴾ ثم تحداهم بعشر سور منه، كما في قوله تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ﴾ ثم تحداهم بسورة كما قال تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ﴾ ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ فلما عجزوا عن معارضته والإتيان بسورة تشبهه، على كثرة الخطباء فيهم، والبلغاء، والحرص على المعارضة نادى عليهم بإظهار العجز، وإعجاز القرآن فقال: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾.


الصفحة التالية
Icon