فهو معجم مفهرس من ناحية، ويزيد من ناحية أخرى أنه يذكر التكرارات في العبارات، وهنا موضع الافتراق عن المعجم المفهرس.
وهذا الذي سيفتح الباب للدارسين ويضع بين أيديهم المادة الأولية التي منها ينطلقون يبحثون، ويذهبون إلى آفاق بعيدة.. ولكن زادهم سيكون الجهد الذي في هذا الكتاب.
وصحيح أن الكاتب استعان بالكومبيوتر ( الحاسوب )، ولكن الأمر ليس بالبساطة التي قد يتصورها بعض من ينظرون للأمور بتسرع ودون روية. فإن مجرد نسخ ما لا يقل عن خمسين ألف مادة ليس بالأمر السهل. ( هكذا قدرت عدد مواد هذا الكتاب بحساب بسيط أن الصفحة الواحدة فيها حوالي ١٥٠ مادة وعدد الصفحات ثنتان وأربعون وثلاثمائة صفحة ).
فكيف إذا علمنا أن المسألة ليست نسخًا وإنما هي مراعاة الكلمة حسب جذرها وتشكيلها واختلافات في التصريف.. وتتبعها في المصحف ووضع الآيات والسور وأرقام كل ذلك.
إن هذا الجهد الكريم المبارك لا يقدره حق قدره إلاّ الذي بذل من أجله، وهو الله عز وجل، الذي أسأله أن يبارك هذا الجهد وينفع به كل طالب علم وكل عالم، وكل دارس وباحث، وبخاصة طلاب الدراسات العليا في قسم التفسير واللغة العربية في الأبحاث المتصلة بالقرآن، والذي أعتقد أنهم جميعًا لن يستغنوا عن هذا الكتاب..
أملي أن يكتب لهذا السفر من الذيوع والانتشار والأهمية ما كتب للمعجم المفهرس لألفاظ القرآن لعبد الباقي، وأن يجعل المولى القدير الجليل هذا العمل باقيًا جيلاً بعد جيل، وأن ينفع به وأن يجزي صاحبه الأجر والثواب الجزيل، فهذا العمل الرائع ما كان إلاّ لخدمة التنزيل.
تقبّل الله هذا العمل وأجزل لصاحبه المثوبة ونفع به.
والحمد لله في البدء والختام أن وجّه الهمم لخدمة كتابه وسخر العقول للإبداع في تسهيل دراسة التنزيل.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيًرا إلى يوم الدين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
حرف الهمزة