الرابع: الاختلاف من حيث النقط ومن حيث شكل البنية فى مثل قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)) (١)حيث قرئ متواتراً كذلك ((فتثبتوا)) ومع ذلك فالقراءتان متلاقتيان فى المعنى، فالأولى طالبت بالتبين المطلق، والأخرى بينت طريق التبين، وهو التثبت بتحرى الإثبات.
الخامس: زيادة بعض الحروف فى قراءة، ونقصها فى أخرى، مثل قراءة ابن عامر - وهو أحد القراء السبعة- ((قالوا اتخذ الله ولدا )) بدون واو قبل (( قالوا )) بينما قرأ غيره بالواو هكذا((وقالوا اتخذ الله ولدا ))(٢) ومثل ذلك قراءة ابن كثير - وهو أحد القراء السبعة كذلك - ((تجرى من تحتها الأنهار)) بزيادة (( من )) بينما قرأ غيره ((تجرى تحتها الأنهار))(٣)
فإن قيل: ما الثابت من القراءتين فى المصحف العثمانى ؟
قلت: إن المصاحف العثمانية - وعددها ستة أو سبعة - أثبت فيها كل ما يحتمله الرسم بطريقة واحدة (٤)، وأما ما لا يحتمله الرسم كالزيادة والنقصان فى حالتنا هذه، فإنه كان يثبت فى بعض المصاحف بقراءة، وفى بعضها بقراءة أخرى.
وقد قال القرطبى فى ذلك: وما وجد بين هؤلاء القراء السبعة من الاختلاف فى حروف يزيدها بعضهم، وينقصها بعضهم، فذلك لأن كلاً منهم اعتمد على ما بلغه فى مصحفه ورواه، إذ كان عثمان كتب تلك المواضع فى بعض النسخ، ولم يكتبها فى بعض، إشعاراً بأن كل ذلك صحيح، وأن القراءة بكل منها جائزة. ا. هـ (٥)
(٢) سورة البقرة: ١١٦ ٠
(٣) سورة التوبة: ١٠٠
(٤) أعنى طريقة واحدة تجمع القراءات الواردة فى الكلمة مثل قوله تعالى: ﴿ ملك يوم الدين ﴾ فإن كلمة ﴿ ملك ﴾ كتبت بهذه الطريقة لتشمل قراءتى ﴿ مالك ﴾ و ﴿ ملك ﴾ وهكذا كلمة ﴿ فتبينوا ﴾ الحجرات: ٦ ٠ حيث كتبت هكذا لتشمل قراءتى ﴿ فتثبتوا ﴾ و ﴿ فتبينوا ﴾ حيث كان الرسم خاليا من النقط والشكل٠ـ
(٥) ينظر: القرطبى ١ / ٤٧، كتاب المعجزة الكبرى ص ٤٨ – ٥٠ بتصرف٠