٦- قال الزركشى: إن القراءة سنة مروية عن النبى - ﷺ - ولا تجوز القراءة بغير ما روى عنه صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضاً: وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة القراء العشرة وأن هذه القراءة سنة متبعة لا مجال للاجتهاد فيها.(١)
معنى إضافة القراءة إلى من قرأ بها
قد يدعى بعد ذلك مدع بأن ما يؤيد كون القراءات اجتهادية هو نسبة هذه القراءات إلى أفراد. وتعقيباً على ذلك أقول:
ينبغى أن نفهم أن القراءات ليست منحصرة فيمن نسبت إليهم أو أضيفت، بل إن من تحملوها أكثر من أن يحصوا عدداً، فلقد كان يتلقى القرآن الكريم وقراءاته الجم الغفير من أهل البلد الواحد، فكيف يستطاع إحصاء هؤلاء جميعاً فى سائر الأقطار الإسلامية ؟ إنه أمر غير مستطاع.
وأما إذا أضيفت القراءات إلى أفراد معينين فلأنهم كانوا أضبط من غيرهم فيما رووه واختاروه من قراءات.
قال ابن الجزرى: نعتقد أن معنى إضافة كل حرف من حروف الاختلاف إلى من أضيف إليه من الصحابة وغيرهم إنما من حيث كان اضبط له وأكثر قراءة وإقراءً به وملازمة له وميلاً إليه، لا غير ذلك.
وكذلك إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة ورواتهم المراد بها أن ذلك القارئ، وذلك الإمام اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة حسبما قرأ به، فآثره على غيره وداوم عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به، وقصد فيه وأخذه عنه فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء، وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم، لا إضافة اختراع ورأى واجتهاد.(٢)
أهم المراجع
القرآن الكريم - جل من أنزله.
إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر للبنا الدمياطى - دار الكتب العلمية.
الإتقان فى علوم القرآن - جلال الدين السيوطى - دار الفكر.
أثر القراءات فى الفقه الإسلامى - د/ صبرى عبدالقوى - أضواء السلف.
أحكام القرآن لابن عربى - دار الكتب العلمية.
(٢) نقله القاسمى فى مقدمة محاسن التأويل - ١/٣١٢.