وثانيهما: وهو ما ذهب إليه سفيان بن عيينة، وابن جرير، وابن وهب، والقرطبى، ونسبه ابن عبدالبر لأكثر العلماء (١)
وحاصله: أن المراد بالأحرف السبعة هى سبع لغات فى كلمة واحدة تختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعانى وتقاربها، مثل: هلم، واقبل، وتعال، إلى، وقصدى، ونحوى، وقربى. فإن هذه سبعة ألفاظ مختلفة، يعبر بها عن معنى واحد، هو طلب الإقبال، وليس معنى ذلك أن كل معنى فى القرآن عبر عنه بسبعة ألفاظ من سبع لغات، بل المراد أن منتهى ما يصل إليه عدد الألفاظ المعبرة عن معنى واحد هو سبعة.
وأصحاب هذا الرأى أيدوا كلامهم بأن التيسير المنصوص عليه فى الأحاديث متوفر فى هذا الرأى. ورد أصحاب هذا الرأى كذلك على الاعتراضات الموجهة إلى رأيهم ردوداً مقبولة.
ولا أستطيع أن أطيل أكثر من هذا فى هذه المسالة حتى لا نخرج عن موضوعنا المقصود بالبحث.(٢) لكن ما أريد أن أقوله بعد هذا العرض : إنه بناءً على هذا الرأى الأول تكون القراءات التى رواها القراء بوجوه متعددة راجعة إلى الأحرف السبعة. وبناءً على الرأى الثانى تكون راجعة إلى حرف واحد وهو حرف قريش، الذى نسخت عليه المصاحف العثمانية.
النسبة بين الأحرف السبعة والقراءات السبع (٣)
نسبة القراءات السبع إلى الأحرف السبعة هى نسبة الخاص إلى العام، فالأحرف السبعة تشمل جميع القراءات بما فيها السبع.
ومن يعتقد أن القراءات السبع هى الأحرف السبعة، فقد أبان عن جهله، وكشف النقاب عن قلة إدراكه ؛ لأن هؤلاء القراء السبعة وهم: ابن عامر، وابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة، ونافع، وأبو الحسن الكسائى.

(١) ينظر الإتقان فى علوم القرآن ١ / ٤٨، منهج الفرقان للشيخ محمد على سلامة ص ١٨، مناهل العرفان ١ / ١٧٤
(٢) للتوسع انظر المراجع سالفة الذكر
(٣) سوف يأتى التعريف بالقراء السبعة أصحاب هذه القراءات فى المبحث القادم إن شاء الله تعلاى، ومعهم بقية الأربعة عشر


الصفحة التالية
Icon