ابن كثير قوله تعالى: ((وما يعلم تأويله إلا الله)) (١)، وقوله تعالى: ((وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم)) (٢)،(٣)، وقوله تعالى : ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر)) (٤) وعاصم والكسائى - يقفان - حيث تم الكلام، وأبو عمرو يتعمد رءوس الآيات، وإن تعلقت بما بعدها، اتباعاً لهدى رسول الله - ﷺ - وسنته - حيث - روى أبو داود وغيره عن أم سلمة أن النبى - ﷺ - " كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، الرحمن الرحيم، ثم يقف" (٥)
أقسام الوقف
قسم العلماء الوقف إلى أقسام عدة مختلفين فى اتجاهاتهم نحو هذا التقسيم، والذى يترجح لدى واستقر الرأى عندى على اختياره من بين ما ذكره العلماء من أقسام أن الوقف ينقسم إلى قسمين:
الأول : وقف اضطرارى:
وهو ما اضطر إليه بسبب ضيق تنفس، ونحوه، كعجز ونسيان، فعلى القارئ وصله بعد أن يزول سببه، وذلك بأن يبدأ من الكلمة التى وقف عليها إن صلحت للابتداء بها، وإلا ابتدأ بعد وقف صالح مما قبلها.
الثانى: وقف اختيارى:

(١) سورة آل عمران: ٧.
(٢) سورة الأنعام: ١٠٩.
(٣) يقف ابن كثير على (وما يشعركم) حيث تم الكلام عنده، لأنه يقرأ بعد ذلك ((إنها إذا جاءت لا يؤمنون) بكسر همزة إن على أنه استئناف قصد به الإخبار بعدم إيمان من طبع على قلبه ولو جاءتهم كل آية. وأما جمهور القراء فقد قرأوا بفتح همزة "أن" ولذا فهم لا يقفون على "وما يشعركم".
(٤) سورة النحل : ١٠٣.
(٥) أبو داود - كتاب الصلاة - ٢/١٥٤، الترمذى - كتاب ثواب القرآن - ١١/٤٣.


الصفحة التالية
Icon