و من ذلك تأليفه لرسالة " العُجَالة البديعة الغُرَرْ في أسانيد الأئمة القراء الأربعة عشر " في الرد على من يقول أن القراءات لم تكن مروية عن رسول الله r حيث يقول في مقدمة الرسالة " هذا و إن الباعث على ذلك أنه قد بلغني عن بعض أهل عصرنا هذا أنه يزعم أن هذه القراءات لم تكن مروية عن رسول الله r و إنما هو اختراع من أئمة هذا الشأن، و لم يكن لهم مسند في ذلك. و هذه فتنة عظيمة، و جرأة جسيمة، أعاذنا الله و إخواننا من مضلات الفتن، و عافانا و إياهم من جميع المحن. و إني لأرجو أن تكون هذه العجالة سببا في إزالة شبهته، و كشف غمته بتوفيق الله تبارك و تعالى ".
و من ذلك الدفاع بقوة عن القراءات في رسالته ( سفينة النجاة فيما يتعلق بقوله تعالى ﴿ حاشا لله ﴾ ) حيث يقول – رحمه الله – " أما بعد فقد حضر لي مكتوب من حضرة أستاذنا الأعظم شيخ الجامع الأزهر، مضمونه أني أطلع على الكتابة التي كتبها الشيخ محمد سليمان السفطي في الرد على من وقف لأبي عمرو على ﴿ حاش ﴾ من قوله تعالى ﴿ حاش لله ﴾ بحذف الألف ووصل بإثباتها، فاطلعت عليها فوجدتها مخالفة لما أجمعت عليه الأمة، فكتبت بعض نصوص القراء و المفسرين المفيدة للمطلوب ".
و من ذلك موقفه من قراء طنطا الأحمديون حينما ألف الشيخ المتولي كتاب " البرهان الأصدق و الصراط المحقق في منع الغنة للأزرق " حيث وافقه أعيان القراء بالقاهرة و ارتضوا ما اشتمل عليه و انتهى إليه من التحقيق، و خالفه البعض فلما قرئت الرسالة على أكابر القراء بالقاهرة و منهم المخالف بمحضر من شيخ الأزهر مصطفى العروسي، فأجمع قراء القاهرة على ما حرره المتولي و لم يشذ منهم أحد بذلك.


الصفحة التالية
Icon