فلما بدأت عصور التدوين كان لعلم التجويد منها حظ ونصيب فأفردت مباحثه وقواعده بالتأليف وضمَّن بعض القراء كتبهم بعض أبوابه ومسائله فمنهم المقل ومنهم المكثر.
يضاعف لك الله الجزيل من الأجر
أيا قارئ القرآن أحسن أداءه
وما كل من في الناس يقرئهم مقري
فما كل من يتلو الكتاب يقيمه
عن الأولين المقرئين ذوي الستر[٣٨]
وإن لنا أخذ القراءة سنة
ولعل أول من أفرده بالتصنيف أبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني البغدادي المتوفى سنة ٣٢٥ه‍ [٣٧] في قصيدته الخاقانية الرائعة والتي من أبياتها :
٢- ثم علي بن جعفر بن سعيد أبو الحسن السعيدي الرازي الحذاء المتوفى في حدود سنة ٤١٠ه‍ في كتابه: التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي[٣٩].
٣- مكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة (٤٣٧ه‍) وكتابه : الرعاية لتجود القراءة وتحقيق لفظ التلاوة. [٤٠]
٤- أبو عمرو الداني المتوفى سنة ٤٤٤هـ وكتابه: التحديد في الإتقان والتجويد[٤١]. وذكر في مقدمته سبب تأليفه بأنه راجع إلى ما رآه من إهمال القراء والمقرئين في عصره تجويد التلاوة وتحقيق القراءة وتركهم استعمال ما ندب الله إليه وحث نبيه ﷺ وأمته عليه من تلاوة التنزيل بالترسل والترتيل[٤٢].
٥- أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني الإشبيلي المتوفى سنة ٥٣٩ه‍ وكتابه: نهاية الإتقان في تجويد تلاوة القرآن. [٤٣]
٦- علم الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي المتوفى سنة (٦٤٣ه‍) وكتابه: عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة التجويد. [٤٤]
٧- نجم الدين محمد بن قيصر بن عبد الله البغدادي المارديني المتوفى سنة (٧٢١ه‍) وكتابه: الدر النضيد في معرفة التجويد. [٤٥]
٨- تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري المتوفى سنة (٧٣٢ه‍) وكتابه: عقود الجمان في تجويد القرآن. [٤٦]
٩- شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري المتوفى سنة (٨٣٣ه‍) خاتمة المحققين ورافع لواء القراء والمجودين وكتابه: التمهيد في علم التجويد. [٤٧]
وذكر في مقدمته أن سبب تأليفه: أنه لما رأى الناشئة من قراء زمانه وكثيراً من منتهيهم قد غفلوا عن تجويد ألفاظهم، وأهملوا تصفيتها من كدره، وتخليصها من درنه، رأيت الحاجة داعية إلى تأليف مختصر ابتكر فيه مقالاً يهز عطف الفاتر، ويضمن غرض الماهر، ويسعف أمل الراغب، ويؤنس وسادة العالم. [٤٨]


الصفحة التالية
Icon