قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ الآية: ١٢٤
[٩٦] أخرج عبد الرزاق في تفسيره والطبري من طريقه بسند صحيح عن طاوس١ عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ قال: ابتلاه الله بالطهارة، خمس في الرأس، وخمس في الجسد٢.
قوله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً﴾ الآية: ١٢٥
[٩٧] روى عبد بن حميد بإسناد جيد عن مجاهد في قوله: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً﴾ قال يحجون ثم يعودون٣ ٤

١ طاوس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن، الحميري مولاهم، الفارسي، ويقال اسمه ذكوان، وطاوس لقب، ثقة فقيه، فاضل، مات سنة ست ومائة، وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. التقريب ١/٣٧٧.
٢ فتح الباري ١٠/٣٣٧.
أخرجه عبد الرزاق ١/٥٧، ومن طريقه الطبري رقم١٩١٠ قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، به. وتمامه قال: "في الرأس: قصّ الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسِّواك، وفَرْق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحَلق العانة، والخِتان، ونَتْف الإبط، وغَسل أثر الغائط والبول بالماء ". وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في سبق.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور ١/٢٧٣ ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - والبيهقي في سننه.
قال ابن حجر عقبه: وصحّ عن ابن عباس أن الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم فأتمهن هي خصال الفطرة ومنهن الختان.
٣ قوله ﴿مَثَابَةً﴾ أي مرجعا للحجاج والعمار يتفرقون عنه، ثم يعودون إليه. كذا فسره ابن حجر.
٤ لم أجده بهذا اللفظ إلا عند السيوطي في الدر المنثور ١/٢٨٩ ولفظه "عن مجاهد في =


الصفحة التالية
Icon