ولم يره، وقد تُكلم في روايته عن ابن عباس رضي الله عنه بأنه لم يسمع منه. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سمعت دحيما يقول: إن علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه التفسير١.
وقد أجاب عن ذلك أبو جعفر النحاس فقال: والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة، وهذا القول لا يوجب طعنا؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق. اهـ٢.
وذكر ابن حجر في العجاب الرواة الثقات عن ابن عباس رضي الله عنه فقال: وعلي صدوق لم يلق ابن عباس رضي الله عنه، لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه، فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة٣.
ونقل السيوطي عن ابن حجر أنه قال: بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك٤.
وروى أبو جعفر النحاس بإسناده عن الإمام أحمد قال: بمصر صحيفة تفسير رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيراً٥. ونقل ابن حجر العبارة عن معاني القرآن، ثم قال: وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح،

١ المراسيل ص١١٨، رقم الترجمة ٢٤٧.
٢ الناسخ والمنسوخ ١/٤٦١-٤٦٢.
٣ مقدمة العجاب ١/٢٠٧.
٤ الإتقان ٤/٢٠٧.
٥ أخرج النحاس في الناسخ والمنسوخ ١/٤٦٢ بسنده عن الإمام أحمد، ولفظه "بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح، لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا".


الصفحة التالية
Icon