قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ الآية: ١٥٢
[٤٣٣] أخرج الطبري من طريق السدي وغيره أن المراد بالوعد قوله ﷺ للرماة "إنكم ستظهرون عليهم فلا تبرحوا من مكانكم حتى آمركم" ١.
[٤٣٤] ومن طريق قتادة ومجاهد في قوله: ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ﴾ أي تقتلونهم٢.

١ فتح الباري ٧/٣٤٨.
أخرج الطبري رقم٨٠٠٤ حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - قصة الرماة في غزوة أحد، ولم يذكر فيه اللفظ الوارد هنا، إلا أن الطبري فسر الوعد بقوله ﷺ للرماة "إنكم ستظهرون عليهم فلا تبرحوا من مكانكم حتى آمركم"، ثم أورد تحته الرواية المذكورة. ولفظه "لما برز رسول الله ﷺ إلى المشركين بأُحد، أمر الرماة، فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين، وقال: "لا تبرحوا مَكانكم إن رأيتمونا قد هزمناهم، فإنّا لن نزال غالِبين ما ثَبَتّم مكانَكم" وأمّر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوّات بن جبير، ثم إن طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال: يا معشر أصحاب محمد، إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة، أو يعجلني بسيفه إلى النار؟ فقام إليه عليّ بن أبي طالب، فقال: والذي نفسي بيده، لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة! فضربه عليّ، فقطع رجله فسقط، فانكشفت عورته، فقال: أنشدك الله والرحم يا ابن عم! فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال لعليّ أصحابه: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييت منه. ثم شدّ الزبير بن العوّام والمقداد بن الأسود على المشركين، فهزماهم، وحمل النبيّ ﷺ وأصحابه، فهزموا أبا سفيان، فلما رأى ذلك خالد بن الوليد وهو على خيل المشركين حمل، فرمته الرماة، فانقمع فلما نظر الرماة إلى رسول الله ﷺ وأصحابه في جوف عسكر المشركين ينتهبونه، بادروا الغنيمة، فقال بعضهم: لا نترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلق عامتهم، فلحقوا بالعسكر فلما رأى خالد قلة الرماة، صاح في خيله، ثم حمل فقتل الرماة، ثم حمل على أصحاب النبيّ ﷺ فلما رأى المشركون أن خيلهم تقاتل، تنادوا، فشدّوا على المسلمين، فهزموهم وقتلوهم".
٢ فتح الباري ٧/٣٤٨. أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير رقم٨٠١٣ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة - نحوه. ولفظه قال: " ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ أي قتلا بإذنه".
وأما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير أيضا برقم ٨٠١٤ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه - مثله.


الصفحة التالية
Icon