قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ الآية: ٥٨
[٥٤٤] عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: نزلت في الولاة١.
[٥٤٥] وعن ابن عباس هي عامة في جميع الأمانات٢.
[٥٤٦] ساق البيهقي في الأسماء والصفات حديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو داود بسند قوي على شرط مسلم من رواية أبي يونس "عن أبي هريرة رأيت رسول الله ﷺ يقروها" يعني قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ - إلى قوله تعالى -: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ ويضع إصبعيه، قال أبو يونس وضع أبو هريرة إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه٣.

١ فتح الباري ٥/٥٥.
هكذا نسبه ابن حجر إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ولم يعزه إلى مصدر، فقد أخرجه ابن جرير رقم٩٨٣٩ حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن أبي مكين، عن زيد بن أسلم - فذكره. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٢/٥٧١ ونسبه إلى ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم نحوه.
٢ فتح الباري ٥/٥٥.
لم أجد من ذكره بهذا اللفظ غير ابن حجر، فقد ذكر ابن كثير ٢/٢٩٨ قال سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى عن رجل عن ابن عباس قوله ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ قال هي مبهمة للبروالفاجر.
ثم ذكر ابن كثير أن المشهور أن هذه الآية نزلت في شأن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، صاحب الكعبة المعظمة، الذي صارت الحجابة في نسله إلى اليوم، لما أخذ منه رسول الله ﷺ مفتاح الكعبة يوم الفتح، ثم رده عليه. وقال - أي ابن كثير -: "وسواء كانت نزلت في ذلك أولا، فحكمها عام، ولهذا قال ابن عباس ومحمد بن الحنفية: هي للبر والفاجر، أي: هي أمر لكل أحد. اهـ. تفسير القرآن العظيم ٢/٣٠٠.
٣ فتح الباري ١٣/٣٧٣.
أخرجه أبو داود في سننه رقم٤٧٢٨ - في السنة، باب في الجهمية - حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي، قالا: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حرملة - يعني ابن عمران - حدثني أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، به.
قال البيهقي: وأراد بهذه الإشارة تحقيق إثبات السمع والبصر لله ببيان محلهما من الإنسان، يريد أن له سمعا وبصرا لا أن المراد به العلم، فلو كان كذلك لأشار إلى القلب؛ لأنه محل العلم، ولم يرد بذلك الجارحة، فإن الله تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين. الأسماء والصفات ص: ١٧٩.


الصفحة التالية
Icon