الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ الآية قال: "نزلت في الزبير بن العوام وحاطب ابن أبي بلتعة اختصما في ماء" الحديث، وإسناده قوي مع إرساله؛ فإن كان سعيد بن المسيب سمعه من الزبير فيكون موصولا١.
قوله تعالى:
﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ الآية: ٨٣
[٥٦٠] وقد وقع عند مسلم من حديث عمر في سبب نزولها "أن النبي ﷺ لما هجر نساءه وشاع أنه طلقهن وأن عمر جاءه فقال: أطلقت نساءك؟ قال: "لا"، قال: فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق نساءه فنزلت هذه الآية، فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر٢.

١ فتح الباري ٥/٣٥-٣٦.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم٥٥٥٩ حدثنا أبي، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبو حيوة، ثنا سعيد بن عبد العزيز، به. وفي آخره "فقضى النبي ﷺ أن يسقى الأعلى ثم الأسفل ". وذكره السيوطي في الدر المنثور ٢/٥٨٤ ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
وأصل هذا الحديث أخرجه البخاري رقم٢٣٥٩، ٢٣٦٠ - في المساقاة - من طريق الزهري عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، ولكن فيه "أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير" ولم يسمه.
٢ فتح الباري ٨/٢٥٧.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم١٤٧٩-٣٠ - في الطلاق، باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن - بسنده في حديث طويل، وهذا آخره وبعده "وأنزل الله آية التخيير". وذكره السيوطي في الدر المنثور ٢/٦٠٠ ونسبه إلى عبد بن حميد ومسلم وابن أبي حاتم. هذا وتأتي في محله - في سورة الأحزاب - أحاديث عن التخيير هذا.


الصفحة التالية
Icon