الأعمى: ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا له إنه يوحى إليه، فخاف أن ينزل في أمره شيء، فجعل يقول: أتوب إلى الله، فقال النبي ﷺ للكاتب: "اكتب ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾، أخرجه البزار والطبراني وصححه ابن حبان١.
قوله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ﴾ الآية: ٩٧
[٥٩٣] وفي رواية عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس عند ابن المنذر والطبري "كان قوم من أهل مكة قد أسلموا وكانوا يخفون الإسلام، فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر، فأصيب بعضهم ببعض، فقال المسلمون: هؤلاء كانوا مسلمين فأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت٢. فكتبوا بها إلى من بقي بمكة

١ فتح الباري ٨/٢٦١.
أخرجه أبو يعلى رقم١٥٨٣ والبزار كشف الأستار، رقم٢٢٠٣ والطبراني في الكبير ج١٨/رقم٨٥٦ وابن حبان الإحسان، رقم٤٧١٢ كلهم من طريق إبراهيم بن الحجاج، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب، قال: حدثني أبي، عن خالي الفلتان بن عاصم، به نحوه. وأوله "قال: كنا قعودا مع النبي ﷺ فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه ذاب بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وبصره قلبه لما جاء من الله، فلما فرغ قال لكاتب: " اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله" الآية، فقام الأعمى فقال: ما ذنبنا؟ الحديث.
والحديث إسناده صحيح، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/٢٧٣ و ٧/١٢ وقال: رواه أبو يعلى والبزار والطبراني، ورجال أبي يعلى ثقات، كما قوّى الشيخ شعيب الأرنؤوط إسناده في تعليقه على الإحسان ١١/١١. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٢/٦٤١-٦٤٢ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد. وللحديث شاهد من حديث البراء بن عازب، عند البخاري رقم٤٥٩٣ وغيره. ولفظه " قال: لما نزلت ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ دعا رسول الله ﷺ زيدا فكتبها، فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته فأنزل الله ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾.
٢ أي هذه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ﴾ الآية.


الصفحة التالية
Icon