قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً﴾
[٨٥٩] ووقع عند ابن مردويه موفوعا "إن الجبل ساخ ١ في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة"، وسنده واه٢.
[٨٦٠] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أنس بن مالك٣ رفعه: "لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بمكة: حِراء ٤

١ أي غاص في الأرض وغاب فيها. انظر: النهاية ٢/٤١٦.
٢ فتح الباري ٦/٤٣٠.
هذا جزء من حديث رواه أنس بن مالك، أورده السيوطي في الدر المنثور ٣/٥٤٥ ونسبه إلى أحمد وعبد ابن حميد والترمذي - وصححه - وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وأبي الشيخ والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي في كتاب الرؤية من طرق عن أنس بن مالك. ولفظه قال: "إن النبي ﷺ قرأ هذه الآية ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً﴾ قال "هكذا، وأشار بأصبعيه ووضع طرف إبهامه على أنملة الخنصر، وفي لفظ: على المفصل الأعلى من الخنصر، "فساخ الجبل ﴿وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً﴾ وفي لفظ: " فساخ الجبل في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة".
هذا وقد أخرج هذا الحديث الإمام أحمد ٣/١٢٥ والترمذي رقم٣٠٧٤ - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الأعراف -، والطبري رقم١٥٠٨٧ و١٥٠٨٨ وابن أبي حاتم رقم٨٩٤٠ وابن عدي في الكامل ٢/٦٧٧ والحاكم ٢/٣٢٠-٣٢١ كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس - نحوه مرفوعا، دون قوله "فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. كما صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم٢٤٥٨.
قلت: وقد قال ابن حجر - عقب إيراده كما في الأعلى - وسنده واهٍ، فلعله يعني الطريق التي روى ابن مردويه بهذا اللفظ وبهذه الزيادة، مع أنني لم أقف على إسناد ابن مردويه حتى يتضح الأمر. والله أعلم.
٣ في الفتح "أبي مالك"، وهو خطأ، والتصحيح من تفسير ابن أبي حاتم والدر المنثور.
٤ حِرَاء: بالكسر والتخفيف والمدّ، جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال، وهو معروف، وكان النبي ﷺ قبل أن يأتيه الوحي يتعبد في غار من هذا الجبل، وفيه أتاه جبريل عليه السلام لأول مرة. انظر: معجم البلدان ٢/٢٦٩، رقم٣٥٧٦.


الصفحة التالية
Icon