لقد كان الحافظ ابن حجر رحمه الله واسع الاطلاع على تفسير القرآن الكريم وعلوم القرآن، كما أنه كان بحراً في علم الحديث. وقد ألّف كتبا فيما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن كتجريد التفسير من صحيح البخاري والعجاب في بيان الأسباب١، كما أن له مباحث قيمة في تفسير بعض الآيات أوردها أثناء شرحه لصحيح البخاري. وقد قال عنه تلميذه السخاوي: أما في التفسير فكأنه آية من آيات الله تعالى. وقال أيضا: ودرّس في أماكن كالتفسير بالحسينية والمنصورية. وكان يرد على الأسئلة من غير مراجعة كتاب لقوة حفظه وسعة اطلاعه وهو يفسر القرآن بالقرآن وبالحديث وبما أثر عن الصحابة والتابعين وعن أئمة اللغة وبأقوال المفسرين. فكان رحمه الله واسع الاطلاع على هذا الجانب، ولكنه لم يكن يدون ما يقع له من ذلك وكثيراً ما أظهر أسفه لهذا الأمر. كما أنه كان يأخذ الحيطة والحذر في تفسير القرآن، فكان يقول "فضيحتنا من الله تعالى يتكلم في كلامه بالاحتمالات٢.
وأذكر في هذا الفصل نماذج من تفسير ابن حجر من خلال كتابه فتح الباري، في المباحث الآتية.
٢ الجواهر الدرر الورقة ١٣٨/أ، وابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته وموارده في الإصابة ١/١٧٦.