ورد في سبب نزول الآية، والجدير بالذكر هنا أن الحافظ ابن حجر قد ألفّ كتاب خاصا في أسباب النزول سمّاه "العجاب في بيان الأسباب"١.
وإليك أمثلة لما أورده ابن حجر في أسباب نزول بعض الآيات في الفتح: ذكر عند قوله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] حديث زيد بن ثابت قال "كان النبي ﷺ يصلي الظهر بالهاجرة، ولم تكن صلاة أشد على أصحاب رسول الله ﷺ منها، فنزلت ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ الآية٢.
فأفادت هذه الرواية أن المراد بالصلاة الوسطى صلاة الظهر، على أن هناك روايات أصح منها تفيد أن المراد بها صلاة العصر٣.
وذكر عند قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً﴾ [البقرة: ٨٠] من مرسل عكرمة قال: خاصمت اليهود رسول الله ﷺ وأصحابه فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة، وسيخلفنا اليها قوم آخرون - يعنون محمداً وأصحابه - فقال رسول الله ﷺ بيده على رءوسهم، "بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم فيها أحد"، فأنزل الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً﴾ الآية٤.
وعند قوله تعالى: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: ١٩٥] أورد حديث أبي أيوب من طريق أبي عمران قال: كنا بالقسطنطينية، فخرج

١ انظر مبحث آثار ابن حجر العلمية، مصنفاته في علوم القرآن، ص٥٧.
٢ أخرجه أبو داود رقم٤١١، انظر الرواية رقم ٢٧٢.
٣ انظر هذه الآثار في تفسير الآية المذكورة في هذا الكتاب.
٤ أخرجه ابن جرير رقم١٤٠٦، انظر الرواية رقم ٦٥.


الصفحة التالية
Icon