قراءة ﴿عَجِبْتُ﴾ بالضم، ويقول إن الله لا يعجب وإنما يعجب من لا يعلم١، قال فذكرته لإبراهيم النخعي فقال: إن شريحا كان معجبا برأيه، وأن ابن مسعود كان يقرؤها بالضم وهو أعلم منه، ومن طريق أخرى عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود أنه قرأ ﴿بَلْ عَجِبْتُ﴾ بالرفع ويقول نظيرها: ﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾ [الرعد: ٥] ٢.
وعند قوله تعالى: ﴿أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ﴾ [الإسراء: ٩٣] نقل ما رواه عبد بن حميد بسنده عن مجاهد قال: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيتها في قراءة عبد الله أي ابن مسعود "أو يكون لك بيت من ذهب"٣.
وعن سعيد بن المسيب أنه كان يقرأ ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا﴾ [البقرة: ١٠٦] فأنكر عليه سعد ابن أبي وقاص، واستدل بقوله تعالى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى﴾ [الأعلى: ٦]، وكانت قراءة سعد ﴿أو تَنْساها﴾ ٤.

١ مذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله ﷺ إثباتا يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل. وصفة العجب في حق الله سبحانه وتعالى قد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي أضاف ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه "لقد عجب الله عز وجل، أو ضحك - من فلان وفلانة " الحديث. انظر: صحيح البخاري، تفسير سورة الحشر، ومسلم، كتاب الأشربة، باب إكرام الضيف.
٢ وهما قراءتان متواتران - أعني قراءة الفتح والضم في قوله: ﴿بَلْ عَجِبْتَ﴾ -، وانظر رقم ٢٢٤٠-٢٢٤١.
٣ انظر رقم ١٤٢٧.
٤ أخرجه عبد الرزاق ١/٥٥، وابن جرير رقم١٧٥٥، ١٧٥٦ وغيرهما، انظر: رقم ٩٣.


الصفحة التالية
Icon