فقال: يئس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل كذبوا. فقال الضحاك بن مزاحم لما سمعه: لو رحلت إلى اليمن في هذه الكلمة لكان قليلا١!
[١١١٣] وعن مسلم بن يسار أنه سأل سعيد بن جبير فقال آية بلغت مني كل مبلغ، فقرأ هذه الآية بالتخفيف، قال في هذا الموت أن تظن الرسل ذلك، فأجابه بنحو ذلك، فقال: فَرّجتَ عنّي فرّج الله عنك، وقام إليه فاعتنقه٢.
[١١١٤] عند النسائي من طريق أخرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: ﴿قَدْ كُذِبُوا﴾ قال: استيأس الرسل من إيمان قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كَذَبُوهم. وإسناده حسن ٣.

١ فتح الباري ٨/٣٦٩.
قال ابن حجر: فهذا سعيد بن جبير وهو من أكابر أصحاب ابن عباس العارفين بكلامه حمل الآية على التأويل، جاء ذلك من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس نفسه - فذكر رواية النسائي الآتي - ثم قال: فليكن هو المعتمد في تأويل ما جاء عن ابن عباس في ذلك، وهو أعلم بمراد نفسه من غيره.
أخرجه الطبري رقم٢٠٠٨ حدثني المثنى، قال: حدثنا عارم أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثني إبراهيم بن أبي حُرّة الجزريّ، قال سأل فتى من قريش سعيد بن جبير - فذكر نحوه. وإسناده صحيح. والفتى المذكور هو مسلم بن يسار، كما يظهر من الأثر التالي.
والأثر قد ذكره السيوطي في الدر المنثور ٤/٥٩٧ نسبه إلى ابن جرير وابن المنذر.
٢ فتح الباري ٨/٣٦٩.
أخرجه ابن جرير رقم٢٠٠٠٩ حدثني المثنى، قال: حدثنا الحجاج، حدثنا ربيعة ابن كلثوم، قال: حدثني أبي، أن مسلم بن يسار سأل سعيد بن جبير - فذكر نحوه.
وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤/٥٩٧ ونسبه إلى ابن جرير وأبي الشيخ.
٣ فتح الباري ٨/٣٦٩.
أخرجه النسائي في التفسير رقم٢٧٧ أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا وهب بن جرير، نا أبي، عن كلثوم بن جَبْر، عن سعيد بن جبير، به مثله. وإسناده حسن. وانظر ماتقدم برقم ١١١٠ عن ابن عباس بطرق متنوعة نحوه.


الصفحة التالية
Icon