[١٢٣٥] وهذا الذي أشار إليه هو قول آخر مشهور في السبع الطوال، وقد أسنده النسائي والطبري والحاكم عن ابن عباس بإسناد قوي، أن المراد بالسبع المثاني السبع الطوال ١.

= أخرجه ابن جرير ١٤/٥٦ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي جعفر الرازي، به نحوه. والحسين هو سنيد وقد ضَعِّف.
وله شاهد في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: مر بي النبي ﷺ وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: "ما منعك أن تأتيني؟ "، فقلت: كنت أصلي، فقال: "ألم يقل الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: ٢٤] ثم قال: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد"، فذهب النبي ﷺ ليخرج من المسجد فذكرته، فقال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". وآخر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم".
انظر: صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ فتح الباري ٨/٣٨١.
قال الحافظ ابن كثير ٤/٤٦٥ بعد أن نقل هذين الحديثين: فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم، ثم قال: ولكن لا ينافي وصف غيرها من السبع الطُوَل بذلك، لما فيها من هذه الصفة، كما لا ينافي وصف القرآن بكامله بذلك أيضا، كما قال تعالى ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ﴾ [الزمر: ٢٣]، فهو مثاني من وجه، ومتشابه من وجه، وهو القرآن العظيم أيضا، كما أنه عليه السلام لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فأشار إلى مسجده، والآية نزلت في مسجد قُباء، فلا تنافي، فإن ذكر الشيء لا ينفي ذكر ما عداه إذا اشتركا في تلك الصفة، والله أعلم ". اهـ.
١ فتح الباري ٨/٣٨٢.
أخرج النسائي في التفسير رقم٢٩٦ من طريق شريك وإسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والأعراف، والأنعام، والمائدة. قال شريك: السبع الطوال. وأخرج ابن جرير ١٤/٥٢ من طرق عن ابن عباس قال: هنّ السبع الطوال. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٥/٩٥ وزاد نسبته إلى البيهقي.


الصفحة التالية
Icon