نريد أن نحجّ ثم نخرج على الناس ١، فمررنا بالمدينة فإذا رجل ٢ يحدث وإذا هو قد ذكر الجهنميين، فقلت له: ما هذا الذي تحدّثون به، والله يقول: ﴿إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾ [آل عمران: ١٩٢] و ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا﴾ [السجدة: ٢٠] قال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: أسمعت بمقام محمد الذي يبعثه الله؟ قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار بعد أن يكونوا فيها. ثم نعت وضع الصراط ومرّ الناس عليه، قال: فرجعنا وقلنا: أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالله ما خرج منا غير رجل واحد٣ ٤.
[١٤٠٤] أخرج الطبري من حديث سلمان قال "فيشفعه الله في أمته فهو المقام المحمود" ٥.
[١٤٠٥] ومن طريق رشدين بن كريب ٦
٢ وقد صرح به عند مسلم بأنه "جابر بن عبد الله"، وفيه أنه كان يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٣ معناه رجعنا من حجنا ولم نتعرض لرأي الخوارج بل كففنا عنه وتُبْنا منه، إلا رجلا منا، فإنه لم يوافقنا في الانكفاف عنه.
٤ فتح الباري ١١/٤٢٦.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم١٩١-٣٢٠ - في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها - بسنده عن إلى يزيد الفقير - بنحوه. وأوله "قال: كُنتُ قد شغفني رأي من رأي الخوارج" - وهو أنهم يرون أن أصحاب الكبائر يخلدون في النار، ولا يخرج منها من دخلها -.
٥ فتح الباري ١١/٤٢٦.
أخرجه ابن جرير ١٥/١٤٤ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان، به. والحسين هو سنيد ضعيف.
٦ رشدين بن كُرَيب بن أبي مسلم، الهاشمي مولاهم، أبو كريب المدني، رأى ابن عمر وروى عن أبيه وعلي ابن عبد الله بن عباس. وعنه عيسى بن يونس وغيره. ضعيف، ضعّفه ابن المديني وأبو زرعة والنسائي وغيرهم. أخرج له الترمذي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب ٣/٢٤١، والتقريب ١/٢٥١.