بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصالحوا.
ونزل النبي ﷺ عن المنبر، وانتظر الوحي في عائشة، وبعث إلى علي وأسامة وبريرة، وكان إذا أراد أن يستشير امرءا لم يعد عليا وأسامة بعد موت أبيه زيد، فقال لعلي: "ما تقول في عائشة؟ فقد أهمني ما قال الناس فيها" فقال له: يا رسول الله قد قال الناس وقد حل لك طلاقها، وقال لأسامة: "ما تقول أنت"؟ قال: سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم في هذا، سبحانك هذا بهتان عظيم، فقال لبريرة: "ما تقولين يا بريرة"؟ قالت: والله يا رسول الله، ما علمت على أهلك إلا خيرا، إلا أنها امرأة نؤوم تنام حتى تجيء الداجن فتأكل عجينها، وإن كان شيء من هذا ليخبرنك الله.
فخرج النبي ﷺ حتى أتى منزل أبي بكر، فدخل عليها فقال لها" يا عائشة إن كنت فعلت هذا الأمر فقولي حتى استغفر الله لك، قالت: والله لا أستغفر الله منه أبدا، إن كنت فعلته فلا غفر الله لي، وما أجد مثلي ومثلكم إلا مثل أبي يوسف - وذهب اسم يعقوب من الأسف – ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٨٦] فبينا رسول الله ﷺ يكلمها إذ نزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت النبي ﷺ نعسة، فقال أبو بكر لعائشة: قومي فاحتضني رسول الله، فقالت: لا والله لا أدنو منه، فقام أبو بكر فاحتضن النبي صلى الله عليه وسلم، فسري عنه وهو يبتسم فقال: "عائشة، قد أنزل الله عذرك" قالت: بحمد الله لا بحمدك، فتلا عليها رسول الله ﷺ سورة النور إلى الموضع الذي انتهى خبرها وعذرها وبراءتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قومي إلى البيت" فقامت.
وخرج رسول الله ﷺ إلى المسجد فدعا أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من البراءة لعائشة، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم