قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر يغشي الليل النهار بالتشديد وفي الرعد أيضا من غشى يغشي أي يغشي الله الليل النهار وحجتهم أن هذا فعل يتردد ويتكرر وذلك أن كل يوم وكل ليلة غير اليوم الآخر وغير الليلة الأخرى فالتغشية مكررة مردودة لمجيئها يوما بعد يوم وليلة بعد ليلة وفي التنزيل فغشاها ما غشى
وقرأ الباقون بالتخفيف وحجتهم قوله فأغشيناهم فهم لا يبصرون وقال كأنما أغشيت وجوههم قطعا ولم يقل غشيت
قرأ ابن عامر والشمس والقمر والنجوم مسخرات بالرفع جعل الواو واو حال كما تقول لقيت زيدا ويده على رأسه أي رأيته في هذه الحال فكذلك قوله يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر أي حالهما التسخير وكذلك والنجوم مسخرات ويجوز أن يكون والشمس والقمر رفعا على الابتداء والخبر مسخرات
وقرأ الباقون بالنصب على إضمار خلق لأنه لما قال قبلها إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض ثم قال والشمس والقمر دل على أن المعنى وخلق الشمس والقمر كما خلق السموات والأرض


الصفحة التالية
Icon