قرأ حمزة والكسائي ويذرهم بالياء والجزم عطفا على موضع الفاء في قوله فلا هادي له المعنى من يضلل الله يذره في طغيانه
جعلا له شركاء فيما ءآتهما ١٩٠
قرأ نافع وأبو بكر جعلا له شركا بكسر الشين وحجتهما أنها قراءة ابن عباس وهي مع ذلك أبعد من الالتباس لأنهما لم يجعلا له شركاء جماعة وإنما سميا الولد عبد الحارث ولا يقال للحارث شركاء لأنه واحد وكأن المعنى فلما آتاهما صالحا جعلا له نصيبا لم يخلصاه له بتسميتهما إياه عبد الحارث والتفاسير على ذلك تدل كان ابن جبير يقول شركا في طاعته ولم يكن في عبادته قال الزجاج من قرأ شركا فهو مصدر شركت الرجل أشركه شركا قال بعضهم ينبغي أن يكون عن قراءة من قرأ شركا جعلا لغيره شركا يقول لأنهما لا ينكران إن يكون الأصل له جل وعز فالشرك يجعل لغيره وهذا على معنى جعلا له ذا شرك فحذف ذا مثل وسل القرية
وقرأ الباقون شركاء على فعلاء جمع شريك وحجتهم في ذلك أن آدم وحواء كانا يدينان بأن ولدهما من رزق الله وعطيته ثم سمياه عبد الحارث فجعلا لإبليس فيه شركاء بالاسم ولو كانت القراءة شركا وجب أن يكون الكلام جعلا لغيره فيه شركا وفي نزول وحي الله جل وعز بقوله جعلا له ما يوضح أن الصحيح من القراءة شركاء بضم الشين على ما بيناه فإن قال قائل فإن آدم