قرأ ابن كثير في رواية البزي فلما استايسوا منه حتى إذا استايس بغير همز وتقديم الألف والأصل الهمز لأنه من اليأس والعرب تقول يئست وأيست لغتان فمن قال استايس بغير همز فهي على لغة من يقول أيست نقل العين إلى موضع الفاء فصار استعفل استأيس ثم خففت الهمزة فصارت ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها فصارت استايس وهو من الأياس
وقرأ الباقون حتى إذا استيأس بالهمز من اليأس على لغة من يقول يئست فالياء فاء الفعل والهمز عينه والعرب تقول يئس واستيأس وعجب واستعجب وسخر واستسخر وفي التنزيل وإذا رأوا آية يستسخرون
قرأ أهل الكوفة وظنوا أنهم قد كذبوا بالتخفيف من قولك كذبتك الحديث أي لم أصدقك وفي التنزيل وقعد الذين كذبوا الله ورسوله وفيها وجهان من التفسير أحدهما حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا بمعنى أخلفوا ما وعدوه ن النصر جاء الرسل نصرنا فجعل الضمير في قوله ظنوا للقوم وجعل الظن موافقا لفظه معناه فإن قيل كيف يجوز أن يحمل الضمير في ظنوا على القوم والذي تقدم ذكره الرسل قيل إن ذلك لا يمتنع لأن ذكر الرسل يدل على المرسل إليهم فلهذا جاز أن يحمل الضمير على المرسل إليهم والوجه الآخر حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم وظن


الصفحة التالية
Icon