حكم الوقف على رؤوس الآي
تخريج الحديث الوارد في ذلك
جمعه
أبومحمد عبدالله بن علي الميموني المطيري
بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، ولم يجعل له عوجا، أحمده عدد كل شيء وملء كل شيء، بكل حمدٍ حمده به أولياؤه المقربون، و عباده الصالحون حمدا لا ينقضي أبدا، ولا ينتهي سرمدا والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان أبدا.أما بعد..
فإن الاهتمام بعلوم الكتاب و السنة، وتعلمها، والجد في تحصيلها، والإنصاف فيها، سبب خير كثير، والأمور بعواقبها منوطة ولن يخيب الله تعالى من صدّق، وصَدَقَ.
وإن علم الوقف والابتداء من أجل علوم الكتاب الحكيم، لأنه يستعان به على فهم القرآن والغوص على دُرَرِه وكُنوزه، وتتضح به الوقوف التامة، والكافية، والحسان، فتظهر للسامع المتأمل، والقارئ المتدبر، المعاني على أكمل وجوهها وأصحها، وأقربها لمأثور التفسير، و معاني لغة العرب، فإن اعتماد علماء الوقف والابتداء في وضع الوقوف وتفصيلها، وبيان وجوهها، مبني على النظر في معاني الآيات، وكلامهم في المعاني، وفي بيان وجوه الوقف، وتفضيل بعضها على بعض مأخوذ من المنقول والمعقول.
فلا ريب أن علم الوقف والابتداء من العلوم التي تسفر بها وجوه المعاني القرآنية، إذ المقصود منه بيان مواضع الوقف بحيث يراعي القارئ المعاني، فيقف ويبتدأ على حسب ما يقتضيه المعنى واللفظ، ولا يكون ذلك إلا بتدبر واهتمام بالمعاني ؛ فالنظر في الوقوف معين على التدبر.