فهذا الذي حكاه عن الإمام الترمذي خلاف ما في سننه وإنما رجح الترمذي رواية الليث التي فيها يعلى بن مَمْلك في موضعين من سننه كما تقدم وهو الذي نقله عنه غير واحد من العلماء(١) وكذلك هو في تحفة الأشراف للمزي نقلا عن الترمذي (٢). وأما الطحاوي فقد أشار إلى تعليل الحديث برواية الليث بن سعد لأنه زاد فيه رجلا بين ابن أبي مليكة وبين أم سلمة ( (٣) ) كما صنع الترمذي. فاتفق مع الترمذي ولم يختلف معه.
خلاصة القول - الذي يظهر لي - في هذا الحديث أنه حسن وأحسن طرقه طريق الليث وليست صحيحة لأن يعلى بن مَمْلك مستور ولم يحدث عنه إلا ابن أبي مليكة وقد تفرد بالحديث وطريق ابن جريج ضعيفة لاضطراب ابن جريج فيها ولتدليسه ومخالفته للإمام اللّيث بن سعد، والإشكال في جميع الروايات الاختلاف في ألفاظ الحديث، وهذا ما جعل الإمام الطحاوي يضعف الرواية بذلك فإنه قال :( قد اختلف الذين رووه في لفظه ) (٤).

(١) وقد نقله عنه على الصواب المناوي : فيض القدير شرح الجامع الصغير ٥ / ٢٣٨والشوكاني : نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ١ / ٢٠٦.
(٢) تحفة الأشراف بمعرفة أطراف الكتب الستة للحافظ المزي ١٣/(٨١٨٣)
(٣) شرح مشكل الآثار ١٤ / ٩ ( ح ٥٤٠٨ )
(٤) شرح معني الآثار ١/١٩٩ ونصب الراية ١/٣٥٠


الصفحة التالية
Icon