فليقف القارئ - إن شاء - على رؤوس الآي إن لم يشتد تعلقها بما بعدها، فهذا هو القول الوسط الذي يرجحه النقل والعقل، فإن اشتد تعلقها بما بعدها، فيصل القارئ ويقف عند رأس آية أخرى، لا يشتد تعلقها بما بعدها، مراعيا تدبر القرآن والوقوف مع ما تقتضيه المعاني، فأما إن كان رأس الآية من المختلف فيه عند علماء عد الآي خلافا ثابتا مشهورا، فيقف القارئ على أقرب الوقفين لتمام المعنى، وليس معنى ذلك أن القول الآخر في رأس الآية ليس بثابت، لكنَّ هذا نادر وعامة التالين لا يدرون بالمختلف فيه من رؤوس الآي.
والقارئ المتقن يراعي حسن الوقوف، واكتمال المعاني، كما يراعي جودة الحروف وإتقان صفاتها، وقد شبهوا القارئ بالمسافر، و المقاطع التي يقف عندها بالمنازل التي ينزلها المسافر، وهي مختلفة بالتام والكافي والحسن وغيرها، كاختلاف المنازل في الخصب والسعة. (١)