الجواب) يؤخذ تخصيص الإدغام بالسوسي من الشاطبية من تخصيصه بإبدال الهمز المفرد وقصر المنفصل، ومن المنقول عن الشاطبي في قراءته وإقرائه، قال السخاوي – تلميذه - آخر باب الإدغام من شرحه لشاطبية : وكان أبو القاسم يعني الشاطبي يقرئ بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذلك قرأ انتهى.
وسكون الإدغام عارض كسكون الوقف، فإن كان قبل المدغم حرف مدٍ أو لين جرى فيه ما يجري في الوقف من القصر والتوسط والمد والإشارة بالروم والإشمام في غير الباء والميم مع الميم والباء، وهذا ما نصَ عليه في النشر وطيبته، وقال : لا نعلم نصا بخلافه، وقد يفهم من كلام الشاطبي لتجويزه الإشارة بالروم والإشمام، واختار بعضهم مدَ المدغم فقط، ولكن التسوية بين العارضين أصح القولين، وقد أخذنا عن شيخنا حال التلقي قول بعضهم :
وسو بين عارض الإدغام...... وعارض الوقوف في الأحكام
وقال الطباخ في تحريره :
وعارض الإدغام و الوقف ولو...... في الفتح و التقليل والإضجاع سوّ
والإشارة بالروم لا يتأتى معها الإدغام الصحيح بخلاف الإشمام وهو هنا يكون مقارنا للنطق بالحرف كما في : مالك لا تأمنا على يوسف، قال الطيبي :
واشمم هنا مقارنا للحرف...... لا بعد لفظه كحال الوقف
وعلى ذكر الإدغام يجب أن يلم القارئ بمعناه وفائدته وسببه وشرطه وموانعه وأقسامه والحروف التي تدغم والحروف التي لا تدغم.
فالإدغام هو النطق بالحرفين حرفا مشددا كالتالي.
وفائدته سهولة النطق بالحرفين.
وسببه التماثل والتجانس والتقارب.
وشرطه إلتقاء المدغم بالمدغم فيه خطا ( فيدخل إنه هو، ويخرج أنا نذير )
وأن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إذا كان الإدغام في كلمة ( فيدخل خلقكم، ويخرج خلقك ).
وموانعه نوعان : متفق عليها ومختلف فيها،


الصفحة التالية
Icon