قوله تعالى ( أأنذرتهم ) كل من له إدخال حرف مدٍ بين الهمزتين فإنما يمد قدر ألف واحدة، وما ورد من زيادة المد فيه عن هشام ضعيف لا يقرأ به، والمد بمقدار الألف هنا يسمى مدُ الحجز وهو أحد ألقاب المد العشرة، وباقيها مدُ العدل وهو اللازم لأنه يعدل الحركة، ومد التمكين وهو المتصل كأولئك للتمكن من تحقيق الهمز ومد البدل كآدم لأنه يبدل من الهمز، ومد الروم نحو هأنتم لمن يسهل لأنه يروم الهمزة، ومد الفرق مثل آلله أذن للفرق بين الإستفهام والخبر، ومد البنية نحو زكرياء بالمد لبيان بنية الممدود والمقصور ونحو دعاء ونداء فإن الكلمة فيها بنيت على المد، ومد البسط أو الفصل وهو المنفصل لأنه يبسط االصوت بين الكلمتين، ومد المبالغة نحو لاإله إلا الله للمبالغة في نفي الألوهية عن غير الله، ومد الأصل وهو الطبيعي، وقد جمعت هذه الألقاب في قولي :
للمد عشرة ألقاب أفيدكها...... الحجز والعدل والتمكين والبدل
ومد روم وفرق بنية وكذا...... بسط مبالغة والأصل قد نقلوا
والكسائي وهشام يشمان كسر قيل ضمة وليس لهما في قيلا وقيله إلا إخلاص الكسر.
قوله تعالى ( وعلى أبصارهم غشاوة ) أمال الكسائي وقفا ما قبل هاء التأنيث من حروف التهجي ما عدا الألف في قول وما عدا حروف الإستعلاء وحاع وحروف اكهر بعد فتح وضم في قول آخر، ولم يمل الألف اللينة أصلا كالحياة، ووضح ذلك بعضهم بقوله :
من غير خلف أميلت زينب فجثت...... لذود شمس لدى هاء الوقوف يرى
كذاك اكهر بعد الياء إن سكنت...... أو كسرة وسكون بعدها جبرا
والخلف في العلو مع حاع له ذكروا...... وبعد فتح وضم اكهر اشتهرا
واستثن من خص ضغط قظ حما ألفا...... فالفتح فيها بلا خلف له ذكرا


الصفحة التالية
Icon